الإثنين 13 ربيع الأول 1446هـ / 16 سبتمبر 2024م
     Sveriges
religiösa råd
المجلس السويدي
للشؤون الدينية     
الإثنين 30 مايو 2022

من أسباب مشكلات الزواج المتعدد


بقلم الأستاذ الشيخ  عبد الحميد شاهين:

يقول الله جل جلاله: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْخِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا. (النساء ٣) وهذه الآية أصل في إباحة التعدد، وعليه فالتعديدمن جنس المباح لا الواجبات، وهو مشروط بالعدل والقدرة على الإنفاق، والأخير هو مناط العدل. وإلا فممنوع.

ولكن لماذا يفشل معظم رجال عصرنا في مشاريع التعدد؟

ما هي أسباب الفشل؟

من المسؤول من طرفي المشروع عن الفشل؟

أليس التعدد شريعة ربانية منضبطة بقانون يمنعها عن الفشل؟ يتساءل رجال..

لماذا أصبح التعدد مشكلة في هذا الزمان؟ يتساءل آخرون..

لماذا تكون المرأة الأولى هي الضحية في غالب مشاريع التعدد؟ تتساءل نساء..

لماذا يُسقط رجالٌ الزوجتين معاً في حالات كثيرة؟ تقول أخريات..

ولماذا لا يكون الزوج ضحية إلا في حالات نادرة؟!

والأجوبة فيما يلي:

١)بسبب كون الزواج الثاني في السر بنسبة تصل إلى ٩٥٪؜ وربما أكثر. حيث لا يفكر الزوجان في تأسيس أسرة مستقرة ولا في إنجاب أطفال من الأصل، وإنما في تحصيل متع الحب والغزل والعُرس الثاني بكل ما يشتمل عليه من بهجة وسرور، ورغبات أخرى في النفس.

٢)ما يترتب على ذلك من إهمال التفكير في مستقبل الأيام، حيث لن تستمر المرأة على الرضا بالبقاء في الظل، وهي ترى زوجها يخرج بزوجته الأولى وأطفاله سفراً ونزهة دون خوف، بينما هي محرومة من التفكير في الحمل والولادة، بل من رؤيته إلا كفافاً!

٣)إعتقاد الأعم الأغلب من الرجال أن المرأة الثانية أقل درجة من الأولى! وذلك بتفسير موافقتها على أن تكون زوجة في السر، وصبرها على ذلك تفسيراً متعسفاً؛ ينبني على تصور أنه صاحب فضل عليها! وبيان ذلك الفضل المتوهم في الفقرة التالية.

٤)كون الزواج من مطلقة أو أرملة أو صاحبة مشكلة من أي نوع -في الغالب أيضاً- يورث الزوج- ناقص المروءة- تصور أن الزوجة ضعيفة، ولولا ذاك ما رضيَت بالزواج بتلك الطريقة، وأن عليها -تبعاً لهذا التصور الظالم- أن ترضى بأدنى الحد الأدنى من حقوقها الشرعية وأن تشكره عليه!

٥)كون الزواج من هذا النوع ينبني -في الغالب- على نظرة إعجاب بصورة المرأة، مجردة عن أي تفكير، وتصور أنها هي التي كان يبحث عنها طوال حياته، على الرغم من إن زوجته قد تكون على أعلى الصفات جمالاً وخُلقاً وتديناً واهتماماً به وبنفسها وأولادهما وبيتها!

٦)أن يكون الزوج إنما دخل إلى التعدد لا من باب الحرص على مزيد من إعفاف نفسه وتلك الزوجة، ولا على مزيد من الاستقرار له وللأولى؛ وإنما دخل بعنوان تجريب التعدد!

٧)تهديد الزوج زوجته منذ أيام زواجهما الأولى بالزوجة الثانية، حتى يزرع الرعب في قلب الأولى من فكرة الزواج الثاني، فتتصور أن التعدد عقوبة للأولى، بحيث صارت النساء تفضلأن يرتكب زوجها الفاحشة على أن يتزوج بأخرىٰ!

٨)لا يجد الزوج غضاضة دوماً في محاولة إقناع الزوجة الثانية (وهي الضحية في هذه النقطة) باعتماد الطعن في الأولى، التي تكون قضت سنوات طويلة معه وله منها ذرية من البالغين! فيرميها بعظيم التهم مصطنعاً "مظلومية" من وحي خياله سرعان ما ترتد عليه.

٩)بعض النساء فيهن مرض نفسي عنوانه "خطف" الأزواج من زوجاتهم وحب تخريب البيوت العامرة، واعتبار ذلك دليلاً على تفوقهن في الجمال وصفات أخرى، حتى إذا سقط الزوج في"الفخ" ما زالت تشاغب على الزوجة الأولى حتى تحدث شرخاً بينه والأولى ينتهي غالبا بطلاق ضرتها.

١٠)"دروشة" الزوج وجهله بالواقع، وتصوره أن التوفيق بين الضرتين بحيث يمكنهما العيش في سلام تام ودون اعتراض أمر سهل، وليس كذلك أبداً، فذلك مناقض لفطرة وطبيعة النساء.

١١)إخلال الزوج بالشرط الوحيد الذي اشترطه الله تعالى على مريد التعدد وهو العدل، وهوالشرط الوحيد أيضاً والأهم لنجاح حياة التعدد الزوجية.

١٢)إقدام الزوج على التعدد رياءً، أي ليثبت لمن حوله أنه رجل وأنه لم يخف من زوجته الأولى كالكثير من الرجال ولم يلتفت إليها، أي التعديد للتباهي، كأنه اشترى سيارة جديدة وأبقى على القديمة! (زواج للكشخة أعني!!)

١٣)تناسي الزوج، والزوجة أحياناً أن الله جل جلاله إنما شرع الزواج وبناه على ثلاث قواعد: السكن والمودة والرحمة، وأن العبد إذا أهمل القواعد الثلاث أو واحدة منها فإنه يهدم هذه الشرعة وهو يعلم.

١٤)إهمال الزوجة الأولى وأولادها لصالح الثانية، فالظلم من أظهر أسباب الفشل في كل سبل الحياة.