غريب القرآن في شعر العرب الجزء السادس
المقدمة
"سريّا "
سأل نافع بن الأزرق عبد الله بن عباس عن معنى قول الله عز وجل في القرآن الكريم :
" جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا " وإذا كانت العرب تعرف ذلك ؟
فأجابه ابن عباس قائلاً : السري: النهر الصغير وهو الجدول.
أما سمعت الشاعر وهو يقول:
سهل الخليقة ماجد ذو نائل ... مثل السريّ تمدّه الأنهار
ومن تفسيرها المعاصر: سريَّ مفرد أسْرية وسُرْيان: جدول، نهر صغير، وسرى اللَّيلُ: مضى وذهب "سرَى الهمُّ- سرى الدواءُ في البدن ، ومن هذا المعنى اللغوي يتضح جمال دلالة اللفظ القرآني "سرياً" في قوله تعالى : ﴿ فَنَادَىٰهَا مِن تَحۡتِهَآ أَلَّا تَحۡزَنِي قَدۡ جَعَلَ رَبُّكِ تَحۡتَكِ سَرِيّٗا ﴾ [مريم:24] ، فتكون السيدة مريم عليها السلام في شدة المخاض ولحظة ولادة السيد المسيح عليه السلام ، فهون عليها سبحانه أن جعل تحتها سرياً وهو النهر الصغير الذي يروي ظمأها ويسري أي يجري كما يفيد معناه اللغوي المضي والذهاب ، فإن ألمها وخوفها يمضي ويذهب ويسري كما يسري هذا النهر فانظر إلى سعة رحمة الله وإعجاز مفرداته وإيجاز لفظه الذي يحمل المعاني الجميلة .
الدكتورة ميادة عكاوي