الإثنين 13 ربيع الأول 1446هـ / 16 سبتمبر 2024م
     Sveriges
religiösa råd
المجلس السويدي
للشؤون الدينية     
الأربعاء 30 مارس 2022

الوَقْت المُعْتبر في الإمْسَاك (صَلاة الفجْر) في شهْر رَمَضان


الحَمْد لِله،والصّلاة والسّلام على رسُول الله ، وعلى آله وصَحْبه، أمّا بعد:

الإمْساك عن المُفطرات من أكل وشُرب ، ونحْوهِماإنما يجب عند طُلوع الفجر الصّادق ، وليس بسَماع الأذان من أي مَصدر كان ، قالتعالى }وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُالْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَإِلَى اللَّيْلِ {البقرة:187. وتُفيد جَواز الأكل إلى أن يَتبيّن الفجْر . ومن شكّ هلْ طلَعالفجْر أمْ لا ، جاز له أن يأكل ويشرب حتى يسْتيقن ، وهكذا قال حِبر الأمة ابنعباس : (كُلْ ما شَككْت حتى تسْتيقن) . ونقله أبو داود عن الإمام أحمد :أنه يأكل حتى يسْتيقن طُلوعه .  والمُراد بالخَيط الأبيض: النهاروالفجر، والمُراد بالخَيْط الأسود : اللّيل .

وقال النبي صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( إنّ بلالاً يُؤذن بليل ، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذانابن أم مكتوم، فإنه لا يُؤذّن حتى يَطلع الفَجْر). وهذا الإمساك الذي يصنعهبعض الناس زيادة على ما فرض الله عز وجل فيكون باطلاً ، وهو من التَّنطع في دينالله ، وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (هَلك المُتنطّعون ،هَلك المتنطّعون، هلك المتنطّعون) . رَواه مُسْلِم

ويبدأ السّحور من مُنتصَف اللّيل، وينتهي بِتيقّن طُلوع الفَجر، ومن ثم فتحديدُ وقت للإمساك قبل الفجر بدقائق هذالا أساس له من الصحة.

بل روى أحمدوالنسائي وابن ماجه عن حذيفة قال : تَسحّرنا مَع رسُول الله صلى الله عليه وسلموكان النّهار، إلا أن الشّمس لم تطلع (ذكره ابن كثير في تفسيره -222/1). وحملهالنسائي على أن المُراد قرب النّهار . عن أبي هريرة مرفوعًا : "إذا سمع أحدكمالنّداء، والإناء على يده ، فلا يضعُه حتى يقضي حاجته منه" (رواه الحاكموصححه على شرط مسلم ، ووافقه الذهبي 426/1)، وعن عائشة: أن بلالاً  كان يُؤذن بِليْل ، فقال رسول الله صلى اللهعليه وسلم : "كُلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم: فإنه لا يُؤذن ، حتىيطلع الفجر" (البخاري في الصوم).

ومن هنا نعْلمأن الأمْر في وقْت الفجْر، ليس بالدّقيقة والثانية ، كما عليه الناس اليوم ، ففيالأمر سِعة ومُرونة وسَماحة، كما كان عليه الكثير من السّلف الصّالح من الصّحابةوالتّابعين.

وماتَعَوَّدَه كثير من المُسْلمين من الإمْساكِ مُدة قبل الفجر من قبيل الإحتياط مُخالفلهدي النّبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وكتابة ذلك في المَواقع والتّقاويم والإمسَاكياتمما يَنْبغي أن يُنكر.

الوقت المُعتبر للمُسلم فيإمساكه عن الأكل والشُّرْب وسائِر المُفْطرات بنيّة الصّيام بدُخول الفَجر الثاني؛أي البَياض المُمْتد في الأُفق من الشّمال إلى الجنوب ، وإذا كان للفجْر أذانانأولهما قبل دُخول الفجْر الصَّادِق والثّاني عِند دُخوله ، فالمُعْتبر فيهِماللإمْساكِ هُوَّ الثاني ، وبالتالي فمن أكل قبله ولو بلحظاتٍ كان صيامه صحيحاً، أمّا ما يفعله بَعض المُسلمين من التفريق بين طلوع الفجر الصادق وبين وقت الإمْساك، فيجَعلون وقْت الإمْساك قبل طُلوع الفجْر الصّادق بعشر دقائِقٍ أو نحْوِها طلباًللإحْتياط، فلا أصْل لهُ ولا اعْتبار ، ولا ينْبغي للمُسْلم أن يَلتزم بهِ لِما فِيهمِن غُلوٍّ وزيادةٍ.

مَتى يَنْتهيوَقتُ السَّحُور؟ (الإمْساك)

·      ينْتهيوقْت السَّحور عِندما يَتبيّن للمُسلم بدايات نُور الفَجْر وانْتهاء عَتمة اللّيل ،وذَلك لِقول الله تَعالى (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُالْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)[البقرة:187].

·      روىأحْمد والنِّسائي وابن ماجَه عن حُذيفة قال : تَسَحّرنا مع رسُول الله صلى اللهعليه وسلم و كان النّهار، إلا أن الشّمْس لَم تَطْلع (ذكره ابن كثير في تفسيره-222/1). وحمله النسائي على أن المُراد قُرب النهار.

·      كماهو معلوم فإن الفجر نوعان ، فجر يُطلق عليه الفَجر الكاذب وهو الذّي لا يحل فيه صَلاةالصّبح ، ولا يُحرم على الصّائم الطّعام، والبياض في هذا الفجر يكون مُسْتطيل مثلذَنب السَّرْحَان.

·      أماالفجر الحقيقي فهو الذي يُحرم فيه على الصّائم الطّعام وتحل صلاة الصّبح في ذلكالوقْت.

·      تأخيرالسّحور إلى آخر وقتهِ هو السّنة ، قال الشّافعي في الأم : وأحِب تعْجيل الفطروتأخير السّحور اتباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم

·      قالحِبر الأمة ابن عباس: كُلْ ما شَكَكْت حتى تستيْقن. ونقلهُ أبو داود عن الإمامأحمد : أنه يأكل حتى يَسْتيقن طُلوعه.

وَقْتُ صَلاةالفَجْر

حِين نُلزم المُسلمين بالإمساكعن الطّعام والشّراب في وَقت أحَلَّ الله لهُم فيه الطّعام والشّراب فإننا نكون قدحَرّمنا ما أحَل الله ، وهذا ما لا يجوز لنا شرعاً إلا بِبيّنة شرعية ؛ وهذا يَسْتلزممِنا الحِرص الشّديد على معرفة الوقت الصحيح للصّلاة والصّيام ، والذي قد تبين أنهمابين 80 دقيقة و90 دقيقة قبل شروق الشمس فيما يتعلق بأذان الفجر و وقْتالإمْساك . وبذلك أيضاً نقطع الشك باليقين. واللهُ أعْلم. 

 استوكهولمفي 27 شعبان 1443 هجرية

مجلسالشؤون الدينية