الإثنين 13 ربيع الأول 1446هـ / 16 سبتمبر 2024م
     Sveriges
religiösa råd
المجلس السويدي
للشؤون الدينية     
الأربعاء 15 أبريل 2020

أقوال المذاهب الأربعة في كيفية ثبوت هلال رمضان


أقوال المذاهب الأربعة في كيفية ثبوت هلال رمضان

الحمد لله ربِّالعالمين وصلى الله على سيدنا محمد الذي تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارهاوعلى ءاله وصحبه وسلم .أما بعد, فإن صيام شهر رمضان عبادة عظيمة يكفي في بيانفضلها الحديث القدسي الذي رواه البخاري: ( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ ءا دَمَ لَهُ إلاالصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأنا أَجْزِي بِهِ ). فهو من أفضل الطاعات وأجلّ القرباتوأحد أهم أمور الإسلام كما جاء في حديث الشيخين.( بُنِيَ الإسلامُ عَلَى خَمْسٍ ) وَعَدَّمنها ( وَصَوْمِ رَمَضَانَ ). وقد اتفق علماء المذاهب الأربعة وغيرهم على أن الأصلفي تحديد أول رمضان هو التالي:

يُراقَب الهلالبعد غروب شمس التاسع والعشرين من شعبان فإن رُئي الهلالُ كان اليومُ التالي أولرمضان, وإن لم يُرَ الهلالُ يكون اليوم التالي الثلاثين من شعبان والذي بعده هوأول أيام رمضان .

على ذلك درجالمسلمون في كل بلاد الدنيا ,وبذلك أفتى الفقهاء ونصوا أن العمدة على هذا وأنه لاالتفات إلى أقوال أهل الحساب والفلكيين ولا عبرة بكلامهم لتحديد ابتداء الصيام أوانتهائه.

فقد روى أحمدفي مسنده ومسلم في صحيحه والنسائي وابن ماجه في سننهما من حديث أبي هريرة قال: قالرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذَا رَأَيْتُمُ الْهِلاَلَ فَصُومُوا وَإذَارَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا فَإنْ غُمّ عَلَيْكُمْ فَصُومُوا ثَلاَثِينَ يَوْمًا )اهـ.

وروى البخاريعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: ( صُومُوا لرؤيته وأَفْطِرُوا لرؤيتهفإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين ) . وفي رواية مسلم: ( صُومُوا لرؤيتهوأَفْطِرُوا لـرؤيته فَإِنْ غُمِّيَ عَلَيْكُمُ الشَّهْرُ فَعُـدُّوا ثَلاَثِينَ ). وفي روايـة لمسـلم ( فصُومُوا لرؤيته وأَفْطِرُوا لرؤيته فإنْ أُغْمِيَ عليكمفاقدُرُوا لهُ ثلاثين ) اهـ.

منأقوال المذهب الشافعي

في كتاب أسنىالمطالب شرح روض الطالب للشيخ زكريا الأنصاري المتوفى سنة 925 هـ في مذهب الإمامالشافعي ج1/410 (المكتبة الإسلامية) ما نصه: ( ولا عبرة بالمنجم (أي بقوله) فلايجب به الصوم ولا يـجوز والمـراد بآية: [وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ] [النحل:16] الاهتداء في أدلة القبلة وفي السفر ) اهـ

منأقوال المذهب الحنفي

قال الفقيهالحنفي ابن عابدين المتوفى سنة 1252 هـ في حاشيته على الدر المختار وهي من أشهركتب السادة الحنفية ج3/354 (دار الكتب العلمية) كتاب الصوم: ( لا عبرة بقولالمؤقتين أي في وجوب الصوم على الناس بل في ( المعراج ) لا يُعتبر قولهم بالإجماعولا يجوز للمنجم أن يعمل بحساب نفسه ) اهـ.

منأقوال المذهب المالكي

في الدر الثمينوالمورد المعين للشيخ أبي عبد الله محمد بن أحمد مَيَّارة المالكي المتوفى سنة1072 هـ (دار الفكر) ص 327 قال ما نصه: ( (فرع) قال الشهاب القرافي ( المتوفى سنة684 هـ) عن سند ( المتوفى سنة 541 هـ )ولو كان إمام يرى الحساب فأثبت به الهلال لميتبع لإجماع السلف على خلافه ) اهـ.

وفي كتاب الشرحالكبير للشيخ أحمد الدردير المالكي الأزهري المتوفى سنة 1201هـ ج1/462 في مذهبمالك ما نصه: ( ولا يثبت رمضان بمنجم أي بقوله في حق غيره ولا في حق نفسه ) ا هـ

منأقوال المذهب الحنبلي

قال البُهوتيّالحنبليّ المتوفى سنة 1051هـ في كشَّاف القناع ج2/ 302 (دار الفكر) ما نصه : ( وإن نواه أي صوم يوم الثلاثين من شعبانبلا مستند شرعيّ من رؤية هلاله أو إكمال شعبان أو حيلولة غيم أو قتر ونحوه كأنصامه لحساب ونجوم ولو كثرت إصابتهما أو مع صحو فبان منه لم يجزئه صومه لعدماستناده لما يعوّل عليه شرعًا ) اهـ.

فنصيحتنا لكلمسلم أن يتمسك بما قاله فقهاء المذاهب الأربعة الذين أجمعت الأمة على علو شأنهم,وأنيدرس أحكام الصيام قبل دخول شهر رمضان على إنسان جمع بين المعرفة والعدالة وتلقىهذا العلم عن مثله وهكذا بإسناد متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .