أهَمّية الإتحاد وتجميع الصّف والكلمة والمصير المُشترك


قِصص كثيرة وعبر بالغة تُدمي لها القلوب قبل العيون، تعكس واقعنا السّياسي والإنساني في مُجتمعاتنا الإسلامية. فالتّعبير المُشترك كالحِكَم والأمثال والقصص وكل الموروثات، إنها وليدة تفاعل الناس ومُتطلبات حياتهم، لمن يستشعر مصيره السيئ مما يرى في مصائر غيره ممن مثله ويشبهون حالته.
ولذلك فإن الواجب أن يحتاط المرء لنفسه ويتعظ بما حدث لرفيقه أو مثيله، فيأخذ حذره ولا ينتظر حتى يقع في المصير ذاته بدعوى أن تلك حالة وهو حالة أخرى فيؤمل آمالاً سراباً.
دول مُسلمة تنتظر مصيرها المحتوم وينطبق علينا قول الإمام علي: ( أُكلت يوم أكُل الثور الأبيض ). حدثنا الحسين بن عرفة ، قال: حدثنا عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة، عن مجالد بن سعيد، عن عمير بن زودي، قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: [هل تدرون] إنما مثلي ومثلكم وقتل عثمان، كمثل ثلاثة أثوار كن في أجمة: ثور أبيض، وثور أسود، وثور أحمر ومعهم فيها أسد، فكان الأسد لا يقدر منها على شيء لاجتماعهم عليه، فقال للثور الأسود والثور الأحمر: إنه لا يدل علينا في أجمتنا هذه إلا الثور الأبيض فإنه مشهور اللون، فلو تركتماني فأكلته، وصفت لي ولكما الأجمة وعشنا فيها فقالا له: دونك وما تريد، فأكله . ثم لبث غير كثير، فقال للثور الأحمر: إنه لا يدل علينا في أجمتنا هذه إلا الثور الأسود فإنه مشهور اللون، وإن لوني ولونك لا يشتهران، فلو تركتني لآكله صفت لي ولك الأجمة وعشنا فيها، فقال له: دونك، فأكله. ثم لبث غير كثير فقال للثور الأحمر: إني آكلك، قال: دعني حتى أنادي ثلاثة أصوات، قال: ناد، فقال: ألا إني أُكِلْت يوم أكل الثور الأبيض، ألا إني أكلت يوم أكل الثور الأبيض، ألا إني أكلت يوم أكل الثور الأبيض. [قال: يقول علي رضي الله عنه ألا وإني إنما وهنت يوم قتل عثمان رضي الله عنه ].
كثيرون منا يعيشون بمبدأ أنا ومن بعدي الطّوفان ويبحثون عن سلامتهم فقط وينسون أن الطّوفان لا يرحم أحد، عِش مبادئك وارفض الأذى للناس ما دام بإمكانك دفعه. لقد دُمِّرتِ الدول المغلوبة على أمرها واحدة تلو الأخرى بالمكيدة نفسها، مكيدة الأسد المُحتال، و لا أحد يقوى على إيقاف نزيف البلدان المُسلمة المغلوبة على أمرها. فإنّ التّأمل الحقيقي في قول اللّه تعالى: “وأنّ هذه أمتكم أمةً واحدة، وأنا ربّكم فاعبدون”، لهُو الفكرة الأساسية. وقديما قالوا في مأثور الكلام: “إذا المرء كانت له فكرة ففي كل شيء له عبرة”.
ألا إني أُكِلْت يوم أُكل الثّور الأبيض، ألا إني أُكِلت يوم أُكل الثّور الأبيض،
ألا إني أُكلت يوم أُكل الثّور الأبيض.