
قطر والقضية الفلسطينية: التزام راسخ وجهود دبلوماسية رائدة

المقدمة
قطر والقضية الفلسطينية: التزام راسخ وجهود دبلوماسية رائدة الدوحة – تُعدّ القضية الفلسطينية منذ تأسيس دولة قطر قضية مركزية في سياستها الخارجية، حيث كرّست القيادة الرشيدة دعمها السياسي والمادي والإنساني للشعب الفلسطيني ومؤسساته، مؤكدة على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

دعم ثابت بقيادة سمو الأمير حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، جدّد في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التزام دولة قطر بنصرة الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكداً أن السلام العادل لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وإنصاف الشعب الفلسطيني. جهود دبلوماسية يقودها معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، لعب دوراً محورياً في دعم القضية الفلسطينية عبر التحركات الدبلوماسية والإنسانية. فقد قاد جهود الوساطة في عدة مراحل للتوصل إلى اتفاقات وقف إطلاق النار في غزة، شملت إدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الأسرى، وذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة ومصر والأمم المتحدة. كما شدّد معاليه في لقاءاته مع قيادات فلسطينية على أهمية تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، باعتبار ذلك مدخلاً أساسياً لتثبيت الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. دعم إنساني متواصل لم تقتصر جهود قطر على المسار السياسي، بل امتدت إلى الجانب الإنساني. فقد أنشأت جسراً برياً لإيصال الوقود إلى غزة، وقدمت مساعدات طبية وغذائية عاجلة، واستقبلت جرحى فلسطينيين لتلقي العلاج في مستشفيات الدوحة. كما تُعد الدوحة من أبرز الداعمين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حيث تجاوزت مساهماتها 49 مليون دولار في عام 2024، وأعلنت لاحقاً عن تقديم 100 مليون دولار إضافية لدعم جهود الإغاثة العاجلة في غزة. إدانة واضحة للانتهاكات أكد معالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني في أكثر من مناسبة رفض دولة قطر لسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ موقف موحد إزاء هذه الانتهاكات وضمان حماية المدنيين وفق القانون الدولي الإنساني. رؤية استراتيجية تسعى دولة قطر من خلال مواقفها الدبلوماسية والإنسانية إلى تكريس مكانتها كوسيط موثوق وشريك فاعل في إحلال السلام العادل بالمنطقة. كما تعكس هذه الجهود رؤية استراتيجية تقوم على دعم الشعب الفلسطيني، وحماية حقوقه، وتعزيز فرص التوصل إلى حل الدولتين الذي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.
الدكتورة ميرفت ابراهيم