المدخل
الدعوة إلى الله تعالى مُهمة الرسل والأنبياء وصفوة خلق الله تعالى وخيرتهم من الأولين والآخرين الذين اصطفاهم الله تعالى لهذه المهمة واختارهم للقيام بهذه الرّسالة ، لمواصلة مسيرة الأنبياء والرسل حتى يرث الله الأرض ومن عليها مصداقا لقول الله تعالى : (وَمَنْأَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِيمِنَ الْمُسْلِمِينَ ) [فصلت : 33]
ومن أصول هذه الدعوة وأسسها التي تقوم عليها أن تكون على بصيرة وعلم ودراية وحكمة و معرفة بفنون الدعوة وأساليبها ووسائل التبليغ وطرق الإقناع والبيان حتى تُؤتي ثمرتها ويعم نفعها. وأن تكون كذلك على المنهاج الصحيح ، والطريق القويم الذي سلكه رسُولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم ، وسار عليه صحبه الأخيار وسلف هذه الأمة الأبرار والعلماء العاملون والدعاة المُخلصون كما قال الله تعالي : ( ادْعُ إِلَىسَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) [النحل] : 125