غريب القرآن في شعر العرب الجزء الأول
المقدمة
*حنيفا *
سأل نافع ابن الأزرق عبد الله بن عباس عن معنى قول الله عز وجل في القرآن الكريم :
"حنيفا " وإذا كانت العرب تعرف ذلك ؟
فأجابه ابن عباس قائلاً : ديناً مخلصاً .
وهي في شعر العرب أما سمعت حمزة بن عبد المطلب وهو يقول:
حمدت الله حين هدى فؤادي ... إلى الإسلام والدين الحنيف .
ومن تفسيرها المعاصر : أن الحنيف هو الناسك الذي اتصف بصفة الثبوت والاستقامة صحيح الميل إلى الإسلام المنصرف عن الضلالة ، والدين الحنيف هو المستقيم الذي لا عوج فيه ، و الحُنفاء: فريق من العرب قبل الإسلام كانوا ينكرون الوثنيّة، منهم أميّة بن أبي الصَّلت.
قال تعالى : ﴿ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾[البقرة:135] وإنما نتبع الإسلام الذي أحيا ملة إبراهيم ملة التوحيد النقية الطاهرة الخالصة لله التي لا شرك فيها ، ومن جمال العربية أن الحَنيف فعيل بمعنى فاعل مشتق من الحَنَف وهو الميل في الرجل، قال ابن عاشور : والمراد الميل في المذهب أن الذي به حنف يميل في مشيه عن الطريق المعتاد ، وإنما كان هذا مدحاً للملة لأن الناس يوم ظهور ملة إبراهيم كانوا في ضلالة عمياء فجاء دين إبراهيم مائلاً عنهم فلقب بالحنيف ثم صار الحنيف لقب مدح بالغلبة، وقد دلت هذه الآية على أن الدين الإسلامي من إسلام إبراهيم.
الدكتورة ميادة عكاوي