غريب القرآن في شعر العرب الجزء السابع
المقدمة
"أبابيل"
سأل نافع بن الأزرق عبد الله بن عباس عن معنى قول الله عز وجل في القرآن الكريم:"طَيْراً أَبابِيلَ" وإذا كانت العرب تعرف ذلك ؟
فأجابه ابن عباس قائلاً : ذاهبة وجائية تنقل الحجارة بمناقيرها وأرجلها فتبلبل عليهم فوق رؤوسهم . وهي في شعر العرب أما سمعت الشاعر وهو يقول:
وبالفوارس من ورقاء قد علموا ... أحلاس خيل على جرد أبابيل
ومن تفسيرها في اللغة : أبابيل جمع فِرَق وجماعات متفرِّقة ومتتابعة، وهو جمع لا واحد له وقيل : هو جمع إِبَّالة ، وهى حزمة الحطب الكبيرة ، شبهت بها الجماعة من الطير فى تضامنها وتلاصقها أتتهم من كل جانب فى تتابع ، فكانت سببا فى إهلاكهم والقضاء عليهم .
وفي قوله تعالى : ﴿ وَأَرۡسَلَ عَلَيۡهِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ ﴾[الفيل:3] لفتة بليغة في دلالة اللفظ "أبابيل" تأتي في سياق مهيب ناسب الفعل الشنيع الذي أقدم عليه أعداء الله الذين جاؤوا بجمع عظيم من جنود وفيلة لهدم الكعبة فأرسل الله جنده من الطيرفي جماعات عظيمة وفرق متلاصقة كأنها حزمة ترميهم بحجارة من سجيل فكانت سبباً في هلاكهم ، وفيها تصغير لشأن فيلهم العظيمة التي هُزمت بالطير حتى سُمي هذا العام بعام الفيل .
الدكتورة ميادة عكاوي