غريب القرآن في شعر العرب الجزء الثامن
المقدمة
" قمطريرا "
سأل نافع بن الأزرق عبد الله بن عباس عن معنى قول الله عز وجل: "عَبُوساً قَمْطَرِيراً" وإذا كانت العرب تعرف ذلك ؟ فأجابه ابن عباس قائلاً : الذي ينقبض وجهه من شدة الوجع.
وهي في شعر العرب ، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
ولا يوم الحساب وكان يوماً ... عبوساً في الشّدائد قمطريرا
وتفسيرها في اللغة : قَمْطرير [مفرد]: عصيب شديد من الأيَّام أو الشرِّ ، يقال: رجل قمطرير، أي: الذي ينقبض وجهه من شدة الوجع متقبّض ما بين العينين المُعبِّسُ الوجه ويوم قمطرير: يقبض ما بين العينين ، وقد اقمطر اليوم: اشتد، يقال يوم قمطرير ويوم قماطر، والعبوس والقمطرير العصيب أشد ما يكون من الأيام وأطوله في البلاء.
قال تعالى : ﴿إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوۡمًا عَبُوسٗا قَمۡطَرِيرٗا﴾[الإنسان:10] هذه الآية تصف أحوال المؤمنين الذين يطعمون الطعام ابتغاء وجه الله تعالى والخوف من عذابه ، صيغت بأجمل بيان فالعبوس : صفة مشبهة لمن هو شديد العبس ، والقمطرير : الشديد الصعب من كل شئ يقال : اقْمَطَرَّ يومُنا إذا اشتدت مصائبه ، ووصف اليوم بهذين الوصفين على سبيل المجاز فى الإِسناد ، والمقصود وصف أهله بذلك .
الدكتورة ميادة عكاوي