غريب القرآن في شعر العرب الجزء التاسع
المقدمة
" قطمير "
سأل نافع بن الأزرق عبد الله بن عباس عن معنى قول الله عز وجل: " ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ " وإذا كانت العرب تعرف ذلك ؟ فأجابه ابن عباس قائلاً : القطمير: الجلدة البيضاء التي على النواة، وهكذا من عبد غير الله فإنه لا ينفعه قدر قطمير.وهي في شعر العرب ، أما سمعت أمية بن أبي الصلت وهو يقول:
لم أنل منهم فسيطا ولا زبدا ... ولا فوقة ولا قطميرا
ومن تفسيرها في اللغة : قِطْمير [مفرد]: قِشْرة رقيقة بيضاء بين النواة والثمرة ، أو شيء هيِّن حقير.
وفي قوله تعالى : ﴿وَٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ مَا يَمۡلِكُونَ مِن قِطۡمِيرٍ ﴾ [فاطر:13] في هذه الآية بيان لسعة ملك الله وقدرته فهو سبحانه وحده المتصرف في تسخير الشمس والقمر والليل والنهار لمنفعة الإنسان ، وبين سبحانه بدلالة اللفظ " قطمير" سفاهة عقول الذين يعبدون غير الله لأنهم لا يملكون شيئا ، لا قليلاً ولا كثيراً ، حتى ولا القطمير الذي هو أحقر الأشياء ، وهذا من تنصيص النفي وعمومه ، فكيف يُدْعَوْنَ ، وهم غير مالكين لشيء من ملك السماوات والأرض .
الدكتورة ميادة عكاوي