غريب القرآن في شعر العرب ، الجزء الرابع عشر
المقدمة
" حنيذ "
سأل نافع بن الأزرق عبد الله بن عباس عن معنى قول الله عز وجل: " بِعِجْلٍ حَنِيذٍ " وإذا كانت العرب تعرف ذلك ؟
فأجابه ابن عباس قائلاً: الحنيذ: النضيج، ما يُشوى بالحجارة ، وهي في شعر العرب أما سمعت الشاعر يقول:
لهم راح وفدر المسك فيهم ... وشاويهم إذا شاؤوا حنيذا
وتفسيرها في اللغة : حنيذ [مفرد] وهوما يقطر دهنه وأصله في اللغة إنضاج الشيء ، يقال شواء حنيذ، أي منضج، وذلك أن تحمى الحجارة وتوضع عليه حتى ينضج ، ويقال حنذت الفرس، إذا استحضرته شوطا أو شوطين، ثم ظاهرت عليه الجلال حتى يعرق ، وهذا فرس محنوذ وحنيذ.
قال تعالى : ﴿وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ﴾ [هود: 69] هذه الآية تحكي قصة إبراهيم عليه السلام لما جاءته الملائكة تبشره بولده إسحاق ، انطوت على فوائد وآداب جمة للمسلم أولها مشروعية ابتداء السلام ورد التحية ، وجمال تقديم البشرى المبهجة للقلوب ، فسميت بشرى لأنه تظهر على بشرة الوجه ، وفائدة لفظ الحنيذ بليغ في الآية يفيد السرعة وتأكيد مبدأ إكرام الضيف فهو هدي الأنبياء والصالحين ، فإبراهيم عليه السلام ما لبث أي أسرع في إكرام الضيف وإعداد طعامهم واختاره عجل حنيذ أي مشوي، قال ابن عاشور: والشيُّ أسرع من الطبخ ، فهو أعون على تعجيل إحضار الطعام للضيف .
الدكتورة ميادة عكاوي