غريب القرآن في شعر العرب ، الجزء الخامس عشر
المقدمة
" مَخْمَصَة "
سأل نافع بن الأزرق عبد الله بن عباس عن معنى قول الله عز وجل في القرآن الكريم:" فِي مَخْمَصَةٍ " وإذا كانت العرب تعرف ذلك ؟ فأجابه ابن عباس قائلاً : في مجاعة وجهد. وهي في شعر العرب ، أما سمعت الأعشى يقول:
تبيتون في المشتى ملاء بطونكم ... وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا
ومن تفسيرها في اللغة: هذا اللفظ له أصل واحد يدل على الضمر والتطامن ، فالخميص: الضامر البطن، وامرأة خمصانة : دقيقة الخصر، والمخمصة هي المجاعة ؛ لأن الجائع ضامر البطن.
قال تعالى : ﴿ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ فِي مَخۡمَصَةٍ غَيۡرَ مُتَجَانِفٖ لِّإِثۡمٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾[المائدة:3] من أدق مايمكن ذكره هو مناسبة سورة المائدة التي ذكرفيها الأطعمة الحلال من بهيمة الأنعام وهذه الآية التي بينت أحوال المحرم منها ، فموضوعهما الطعام ومناسبة ذكرالمخمصة في هذه الآية بليغ لأنها تعني المجاعة ، فبين سبحانه أن من ألجأته ضرورة الجوع إلى تناول شيء من هذه المحرمات ففعل لدفع الهلاك عن نفسه غير منحرف لمعصية ، فإن الله رحيم أباح له ذلك وغفرله ترسيخاً لقاعدة الضرورات تبيح المحظورات ، وبها تمام النعمة وكمال الدين .
الدكتورة ميادة عكاوي