غريب القرآن في شعر العرب ، الجزء التاسع عشر
المقدمة
" نقيبا "
سأل نافع بن الأزرق عبد الله بن عباس عن معنى قول الله عز وجل في القرآن الكريم: " اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً " وإذا كانت العرب تعرف ذلك ؟ فأجابه ابن عباس قائلاً : اثني عشر وزيراً وصاروا إلينا بعد ذلك. وهي في شعر العرب ، أما سمعت الشاعر يقول:
وإنّي بحقّ قائل لسراتها ... مقالة نصح لا يضيع نقيبها
ومن تفسيرها في اللغة : نَقيب [مفرد] نُقباءُ، وهي صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت ، والنقيب هو كبير القوم وسيِّدُهم، الذي يمثِّلُهم ويرعى شئونَهم . وأصله في اللغة يدل على فتح في شيء، النَقاب: العالم بالأمور، كأنه نقب عليها فاستنبطها، أو العالم بها المنقب عنها. قال تعالى : ﴿ وَلَقَدۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ وَبَعَثۡنَا مِنۡهُمُ ٱثۡنَيۡ عَشَرَ نَقِيبٗاۖ ﴾[المائدة:12] وجه موسى عليه السلام النقباء الاثني عشر إلى الأرض المقدسة، ليختبروا حال من بها، وهكذا لما بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار ليلة العقبة، وعددهم في تلك الليلة سبعون رجلاً، كان فيهم اثنا عشر نقيباً بعدد نقباء موسى، وهؤلاء هم الذين تولوا المبايعة عن قومهم للنبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة ، الآية تنطوي على أهمية النقباء في تمثيل أقوامهم ورئاستهم بدلالة اللفظ "نقيب" التي تطلق في اللغة على الأمين والكفيل، وإنما قيل له "نقيب" لأنه يعرف دخيلة أمر القوم ومناقبهم، والمناقب تطلق على الخلق الجميلة وعلى الأخلاق الحسنة.
الدكتورة ميادة عكاوي