سورة النصر وفتح مكة 20 رمضان
المقدمة
فتحت مكه في العشرين من رمضان دخل الناس في دين الله افواجاً...
سورة النصر آخر سورة نزلت في المدينة المنوره تخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بقرب أجله ، والمؤمن الذي يقترب اجله عليه ان يسبح بحمد ربه ويستغفره ويتوب اليه. وكثيراً ما أخذ يردد في الاونه الاخيرة قبل وفاته هو ، سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك.
هذه السورة أعطت عذراً لعمر رضي الله عنه ان يدخل عبد الله بن عباس مجالس الكبار من سادة قريش، حيث اعترضوا على عمر انه يمنع فتيانهم ويدخل عبد الله بن عباس رضي
الله عنهما، قال لهم عمر اختبركم واختبره ، قالوا نعم سألهم ماذا تقولون في اذا جاء نصر الله والفتح ، قالوا انه فتح مكه ونصر الله على كفار قريش! قال عمر ماذا تقول يا بن عباس؟
قال انه أجلُُ رسول الله قد اقتربَ، فقال عمر والله ما علمت منها الا هذا هكذا يكون الفتية الرجال.
يروى ان اول سورة كاملة نزلت في مكة، قل يا ايها الكافرون ، والزمن بين السورتين ثلاثة وعشرين عاماً، أغلق فيها المنهج الحركي لسيرة ذلك الرسول الذي أوصل لنا الدين كاملاً من دون نقص وإتمام نعمة الله على العباد، اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً.
يدخل مكة فاتحاً والنصر معه ليس كما يقول من نصّبهم الغرب علينا، بطل النصر وصانعه ومفجره بطل التحرير وهم يقودونا من لحظة سيئة الى لحظةٍ اسؤأ منها ومن بلاء الى وباء!
دخل محمد صلى الله عليه وسلم وهتافه، لا اله الا الله وحده صدق وعده ونصر عبده واعز جنده وهزم الأحزاب وحده، لا شيّء قبله ولا شيء بعده،،،،، انتصار التوحيد هو النصر المنشود وليس الغلبة وتدمير المدن ونهب الممتلكات وتشريد الناس وهتك الأعراض.
دخل مطأطأ الرأس لخالقه منحنياً على دابته مسبحاً لخالقه وحامداً لربه مستغفراً وتائباً اليه، انه كان توابا . حطم الأصنام التي ملأت الكعبة والحرم، ولأول مرة يصلي والحرم المكي طاهراً من الاوثان، وهنا تتجلى انسانيه الرسول الكريم ليقول لمن آذاه كل تلك السنين والأعوام، اذهبوا فأنتم الطلقاء، وهنا ينادي بالصحابة ان لا يسبوا فرعون الأمة ابو جهل امام ولده عكرمة الاخ الجديد في الاسلام لان سب الميت يؤذي الحي، حتى وان كان أباً جهل، وهنا توضع اللبنات الأساسيه الاخيرة يوصي بها أبناء الأمة يوصيهم الصلاة الصلاة، النساء النساء اخاف عليكم ان تنافسوا الدنيا فتهلككم كما أهلكت من قبلكم.
ايها الناس ان عبداً خير ما بين الدنيا وما عند الله فاختار ما عند الله فهمها ابو بكر رضي الله عنه وقال نفديك بانفسنا وبابناءنا وباهلينا وبارواحنا وبابائنا ووو... واستغرب الصحابة لمقاطعة ابو بكر للرسول وقال صلى الله عليه وسلم دعوه فما منكم من احدٍ الا كافئناه الا أباً بكر لم استطع مكافئته، فتركتُ مكافئتهُ الى الله، كل الأبواب تغلق الا باب ابي بكر لا يغلق أبداً. وأخيراً والنبي صلى الله عليه وسلم في السكرات ينظر فيرى في يد عبد الرحمن بن ابي بكر مسواكاً، فأشار اليه وأخذ يستاك فيه وكان صلباً فأشار الى عائشة ان تمضغه في فمها وتلينه وتضعه في فم زوجها الحبيب مرات عديدة وكان سرورها ان يدخل ريق رسول الله في جوفها ويدخل ريقها جوف رسول الله.
بالله عليكم أتوجد قصة حب بهذا المستوى؟ اين حب زليخة من ذلك الذي مزق شغاف قلبها؟
اين روميو وجوليت ؟
اين مجنون ليلى،
اين جميل بثينه؟
انه حب محمد لعائشة وحب عائشة لمحمد صلوات ربي وسلامه عليه.
تحياتي
الدكتور انيس الراوي