غريب القرآن في شعر العرب ، الجزء العشرون
المقدمة
" الكوثر"
سأل نافع بن الأزرق عبد الله بن عباس عن معنى قول الله عز وجل في القرآن الكريم: " إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ " وإذا كانت العرب تعرف ذلك ؟ فأجابه ابن عباس قائلاً : نهر في بطنان الجنّة، حافتاه قباب الدر والياقوت. ذُكِر أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دخل باب المروة، وخرج من باب الصفا: فاستقبله العاص بن وائل السهمي، فرجع العاص إلى قريش ، فقالت له قريش: من استقبلك يا أبا عمرو آنفا؟ قال: الأبتر، يريد النبي صلّى الله عليه وسلّم، فما برح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى أنزل هذه السورة: " إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ"، وهي في شعر العرب، أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول:
وحباه الإله بالكوثر ... الأكبر فيه النعيم والخيرات
ومن تفسيرها في اللغة : كَوْثَر [ مفرد] : على وزن فوعل من الكثرة ، وأصله يدل خلاف القلة، وهو الشيء الكثير المتراكم من كلّ شيء، وهو الرجل المعطاء والسَّيِّد الكثير الخير، وهو الشَّراب العذب وهو نهر في الجنَّة .
قال تعالى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾ [الكوثر: 1] سورة سيقت لبشارة عظيمة مؤكدة بحرف التوكيد"إنا" والفعل الماضي "أعطيناك" الذي يفيد تحقق الوقوع تناسب عظمة المعطي وجلاله ، تفيض خيراً وعطاءً بصيغة الكثرة البالغة حد الإفراط "الكوثر" وهو نهرعظيم في الجنة أعطاه للنبي صلى الله عليه وسلم آنيته بعدد النجوم ، فيا لها من سورة اسمها يحمل أعلى درجات الكثرة وآياتها ثلاث موجزة فيها إثبات وتقرير ونفي، أثبتت في بدايتها الخير الكثير للنبي صلى الله عليه سلم في الدنيا والآخرة ونفته بتراً في خاتمتها عن أعدائه وتوسطتها بتقريرعبادة الشكر على نعمائه .
الدكتورة ميادة عكاوي