اَلْيَوْمِ اَلْعَالَمِيِّ لِلْمَرْأَةِ
المقدمة
بِسْمِ اللَّهِ اَلرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي اَلْيَوْمِ اَلْعَالَمِيِّ لِلْمَرْأَةِ تَحِيَّةَ تَقْدِيرٍ وَعِرْفَانِ وَامْتِنَانِ مُقَدِّمَةِ إِنَّهُنَّ اَلنِّسَاءَ اَللَّاتِي يَبْلُغْنَ حَوَالَيْ نِصْفِ سُكَّانِ اَلْكَوْكَبِ ، وَهْنُ اَلْأُمِّ وَالْأُخْتِ وَالزَّوْجَةِ وَالْبِنْتِ وَالْحَاضِنَةِ وَالْمُرَبِّيَةِ ، وَتَتَحَمَّلَ اَلْمَرْأَةُ كُلَّ أَوْ مُعْظَمِ اَلْمَسْؤُولِيَّةِ فِي اَلْأَزَمَاتِ مِثْلٍ أَزْمَةٍ كُوفِيدْ 19 ، عِنْدَمَا تَمَّ اَلْإِغْلَاقُ وَاظَطْرْ اَلنَّاسُ لِلْبَقَاءِ فِي اَلْبُيُوتِ ، وَتَحَمَّلَتْ اَلْمَرْأَةُ كُلَّ اَلْعِبْءِ وَالْخِدْمَةِ وَالرِّعَايَةِ اَلصِّحِّيَّةِ حَتَّى اِنْتَهَتْ اَلْأَزْمَةُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَكَذَلِكَ فِي اَلْحُرُوبِ وَالنِّزَاعَاتِ وَالْكَوَارِثِ وَالزَّلَازِلِ ، تُعَانِي اَلنِّسَاءُ أَسَاسًا كُلَّ وَيْلَاتِ اَلنُّزُوحِ وَاللُّجُوءِ وَالِاضْطِهَادِ وَالتَّحَرُّشِ وَالِاغْتِصَابِ ، وَبِالطَّبْعِ رِعَايَةُ كُلِّ أَفْرَادِ اَلْعَائِلَةِ ، لِذَلِكَ فَإِنَّ تَخْصِيصَ يَوْمًا لَهَا فِي اَلْعَامِ كَعِيدٍ لَايَكْفِي لِسَدِّ بَعْضِ جَمِيلِهَا وَمُعَانَاتِهَا...
أَوَّلاً - مُنَاسَبَةُ اَلْعِيدِ هَذَا اَلْيَوْمِ اَلْمُوَافِقِ 8 مَارِس مِنْ كُلِّ عَامٍ ، حَدَّدَتْهُ اَلْجَمْعِيَّةُ اَلْعَامَّةُ لِلْأُمَمِ عَامَ 1977 ، وَاعْتَبَرَتْهُ مَعَ عَدَدٍ مِنْ اَلْأَعْضَاءِ عُطْلَةً رَسْمِيَّةً ، وَكَانَتْ جَامِعَةُ اَلدُّوَلِ اَلْعَرَبِيَّةِ قَدْ اِعْتَرَفَتْ بِهَذَا اَلْيَوْمِ عَامَ 1970 ، وَتَحْتَفِلَ اَلْأُمَمُ اَلْمُتَّحِدَةُ وَكَثِيرُ مِنْ اَلْبُلْدَانِ بِهَذَا اَلْيَوْمِ وَتَرْفَعُ شِعَارَ لَهُ عَلَاقَةٌ بِقَضَايَا حُقُوقِ اَلْمَرْأَةِ وَالتَّطَوُّرِ اَلْحَادِثِ فِيهَا ، وَعَلَى سَبِيلِ اَلْمِثَالِ فَإِنَّ شِعَارَ يَوْمِ اَلْمَرْأَةِ هَذَا اَلْعَامِ اَلَّذِي تَبَنَّتْهُ اَلْأُمَمُ اَلْمُتَّحِدَةُ هُوَ شِعَارُ إِشْرَاكِ اَلْجَمِيعِ رَقْمِيًّا : اَلِابْتِكَارُ وَالتِّقْنِيَّةُ لِتَحْقِيقِ اَلْمُسَاوَاةِ بَيْنَ اَلْجِنْسَيْنِ ، وَذَلِكَ لِتَعْزِيزِ مُشَارَكَةِ اَلْمَرْأَةِ فِي اَلتَّطَوُّرِ اَلتِّكْنُولُوجِيِّ وَالتَّحَوُّلِ اَلرَّقْمِيِّ وَالذَّكَاءِ اَلصِّنَاعِيِّ وَزِيَادَةُ مُسَاهَمَتِهَا فِيهَا وَالْعَمَلُ فِي مَجَالِهَا . ثَانِيًا - اَلِاحْتِفَالُ بِالْعِيدِ هَذَا اَلْيَوْمِ سَوَاءً فِي مُنَاسَبَتِهِ أَوْ تَحْدِيدِهِ هُوَ أَجْنَبِيٌّ اَلتَّأْلِيفِ وَالْإِخْرَاجِ وَالشَّكْلِ وَالْمَوْضُوعِ ، مِثْلٌ كَثِيرٍ مِنْ اَلْأَعْيَادِ وَالْأَيَّامِ اَلْأُخْرَى كَعِيدِ اَلْأُمِّ وَالطِّفْلِ وَالْأَبِ عَلَى سَبِيلِ اَلْمِثَالِ وَلَيْسَ اَلْحَصْرُ ، إِلَّا أَنَّنَا نَحْتَفِلُ بِهَا وَبِحَمَاسِ وَحَفَاوَةِ شَدِيدَةٍ كَأَنَّهَا مِنْ دِينِنَا وَقِيَمِنَا ، مِثْلٌ عِيدِ اَلْفَالَانْتِينْ أَيْضًا ، وَعُمُومًا فَرَغْم اَلْحَفَاوَةِ اَلشَّدِيدَةِ بِهَذِهِ اَلْأَعْيَادِ فَأَنَّهَا لَاتْكِفِي وَلَا تُعْطِي اَلْمَرْأَةُ حُقُوقَهَا سَوَاءٌ فِي اَلْإِسْلَامِ أَوْ فِي اَلْغَرْبِ ، وَرَغْمُ أَنَّ اَلْمَرْأَةَ قَدْ قَطَعَتْ شَوْطًا كَبِيرًا فِي اَلْمُشَارَكَةِ فِي اَلْحَيَاةِ اَلْعَامَّةِ اَلِاقْتِصَادِيَّةِ وَالسِّيَاسِيَّةِ وَالِاجْتِمَاعِيَّةِ وَالثَّقَافِيَّةِ ، إِلَّا أَنَّهَا مُشَارَكَةٌ لَيْسَتْ كَامِلَةً وَمَازَالَ هُنَاكَ اَلْمَزِيدُ اَلَّذِي يَجِبُ أَنْ تُحَقِّقَهُ اَلْمَرْأَةُ ، أَوْ أَنْ تَمَكَّنَ مِنْهُ ، كَمَا أَنَّهَا مَازَالَتْ تُوَاجِهُ فِي بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ اَلْعُنْفِ وَالتَّهْمِيشِ ثَالِثًا - مَفْهُومُ حُقُوقِ اَلْمَرْأَةِ . اِكْتَسَبَ مَفْهُومُ حُقُوقِ اَلْمَرْأَةِ أَهَمِّيَّةً خَاصَّةً فِي اَلْقَرْنِ 19 وَيَقُوم عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنْ اَلْمُؤَسَّسَاتِ وَالْمُنَظَّمَاتِ اَلْمُخْتَلِفَةِ فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ اَلْعَالَمِ بِعَمَلِ دِرَاسَاتٍ مِنْ أَجْلِ اَلْقَضَاءِ عَلَى كَافَّةِ اَلْمَشَاكِلِ وَأَشْكَالِ اَلتَّمْيِيزِ اَلَّتِي تُوَاجِهُهَا اَلنِّسَاءُ . وَعَلَى رَأْسِ اَلْمَشَاكِلِ اَلَّتِي تُوَاجِهُهَا اَلنِّسَاءُ عَلَى اَلنَّحْوِ اَلتَّالِي : اَلتَّفْرِقَةُ اَلْعُنْصُرِيَّةُ اَلْمُوَجَّهَةُ ضِدَّ اَلنِّسَاءِ فِي اَلْحَيَاةِ اَلْعَمَلِيَّةِ وَالدِّرَاسِيَّةِ . تَرْكُ اَلنِّسَاءِ فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ اَلْعَالَمِ كَخُطَّةٍ ثَانِيَةٍ أَوْ حِرْمَانِهِمْ مِنْ حَقِّ اَلتَّعْلِيمِ وَالتَّعَلُّمِ ، وَمِنْ حَقِّ اَلتَّصْوِيتِ . قِيَامُ كَثِيرٍ مِنْ اَلدُّوَلِ بِالتَّفْرِقَةِ بَيْنَ اَلنِّسَاءِ وَالرِّجَالِ فِي إِطَارِ اَلتَّنْظِيمِ اَلْقَانُونِيِّ . وَبِالْأَخَصِّ اَلَّتِي تُطَبِّقُ اَلتَّمْيِيزَ اَلْعُنْصُرِيَّ بَيْنَ اَلنِّسَاءِ فِي حُقُوقِ اَلْمِيرَاثِ وَتَرْتِيبَاتِ اَلْحُقُوقِ اَلْمَدَنِيَّةِ . اَلِاعْتِرَافُ بِحُقُوقِ اَلنِّسَاءِ وَاخْتِيَارِ اَلزَّوْجِ وَالزَّوَاجِ وَالطَّلَاقِ وَالْحُقُوقِ اَلْمَدَنِيَّةِ اَلْأَسَاسِيَّةِ اَلْأُخْرَى فِي كَثِيرٍ مِنْ اَلْمَنَاطِقِ بِالْعَالَمِ . لَمْ يَتِمْ اَلتَّخَلُّصُ حَتَّى اَلْآنَ فِي اَلدُّوَلِ اَلْحَدِيثَةِ مِنْ اَلْعُنْفِ اَلْجَسَدِيِّ وَالِاضْطِهَادِ اَلنَّفْسِيِّ ضِدَّ اَلْمَرْأَةِ بِشَكْلٍ كَامِلٍ وَكَذَلِكَ مِنْ اَلتَّحَرُّشِ وَالتِّنْمَرْ وَالِاغْتِصَابُ وَمَا يُسَمَّى بِجَرَائِمِ اَلشَّرَفِ ، وَالْمُضَايَقَاتُ اَلْجِنْسِيَّةُ فِي اَلْعَمَلِ ، وَالِاتِّجَارُ فِي اَلْبَشَرِ . رَابِعًا - أَوْضَاعُ اَلْمَرْأَةِ سَبِيلَ اَلْمِثَالِ مَازَالَتْ اَلْمَرْأَةُ فِي بَعْضِ اَلْبُلْدَانِ اَلْإِسْلَامِيَّةِ وَالْعَرَبِيَّةِ تُعَانِي مِنْ اَلتَّهْمِيشِ وَالْفَقْرِ وَتُنَاضِلُ مِنْ أَجْلِ اَلسَّمَاحِ لَهَا بِقِيَادَةِ اَلسَّيَّارَةِ ، أَوْ اَلسَّفَرِ بِدُونِ مُحَرَّمٍ ، رَغْمَ مَاوصَلَتْ إِلَيْهِ فِي اَلْغَرْبِ مِنْ زِيَادَةٍ كَبِيرَةٍ فِي اَلْمُشَارَكَةِ لِتَصْعَدَ إِلَى اَلْفَضَاءِ وَتَقُودُ اَلطَّائِرَاتُ وَالْقَاطِرَاتُ وَتَقَدَّمَ اَلْمُبَادَرَاتِ وَتَرَأَّسَ كُبْرَيَاتِ اَلشَّرِكَاتِ ، بَلْ وَتَصِلُ فِي بَعْضِ اَلْبُلْدَانِ لِلرِّئَاسَةِ وَالْوِزَارَةِ ، وَلَيْسَتْ اَلصُّورَةَ بِهَذَا اَلتَّشَاؤُمِ تَمَامًا ، وَرَغْمُ أَنَّ نِسْبَةَ حُضُورِ اَلْمَرْأَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ فِي اَلْمَرَاكِزِ اَلْقِيَادِيَّةِ وَالْإِشْرَافِيَّةِ هِيَ اَلْأَدْنَى فِي اَلْعَالَمِ ولَاتِتَجَاوزْ 20 ? ? ، وَكَذَلِكَ كَانَتْ عَامَ 1996 نِسْبَةِ 0،2 ? ? وَوَصَلَتْ عَامَ 2020 إِلَى 4،7 ? ? وَلَمْ تَصِلْ إِلَى اَلْآنَ إِلَى عَتَبَةٍ اَلْ 10 ? ? . خَامِسًا - قَطَر مِثَال مُشَرِّفٍ أَمْثِلَةً مُشَرِّفَةً رَغْمَ قِلَّتِهَا ، كَمَا فِي دَوْلَةِ قَطَرَ حَيْثُ كَانَتْ هُنَاكَ 3 وَزِيرَاتٌ فِي اَلتَّشْكِيلِ اَلْوِزَارِيِّ اَلْجَدِيدِ ، كَمَا أَنَّ دَوْلَةَ قَطَرَ قَدْ وَضَعَتْ ضَمَانَاتٍ لِحُقُوقِ اَلْمَرْأَةِ فِي دُسْتُورِهَا اَلدَّائِمِ وَالرُّؤْيَةِ اَلْوَطَنِيَّةِ 2030 وَاِسْتِرَاتِيجِيَّاتُ اَلتَّنْمِيَةِ اَلْوَطَنِيَّةِ اَلْأَوَّلُ وَالثَّانِيَةُ وَالثَّالِثَةِ 2023 - 2030 ، وَهَيَّأَتْ اَلْبِيئَةُ اَلتَّشْرِيعِيَّةُ وَأَزَالَتْ اَلْعَوَائِقُ اَلَّتِي تَمْنَعُ اَلْمَرْأَةُ مِنْ اَلتَّمَتُّعِ بِحُقُوقِهَا اَلْإِنْسَانِيَّةِ وَالسِّيَاسِيَّةِ وَالِاقْتِصَادِيَّةِ وَالِاجْتِمَاعِيَّةِ وَالثَّقَافِيَّةِ وَالرِّيَاضِيَّةِ وَغَيْرِهَا ، وَفِي دَوْلَةِ قَطَرَ حَقَّقَتْ اَلْمَرْأَةُ مُشَارَكَةً مُتَمَيِّزَةً فِي مَجَالَاتِ اَلْعُلُومِ وَالْهَنْدَسَةِ وَالرِّيَاضِيَّاتِ ، وَفِي دَعْمِ اَلِاقْتِصَادِ اَلْمَعْرِفِيِّ اَلْقَائِمِ عَلَى اَلِابْتِكَارِ وَالتَّحَوُّلِ اَلرَّقْمِيِّ وَالذَّكَاءِ اَلِاصْطِنَاعِيِّ وَالْإِبْدَاعِ فِيهَا . خَاتِمَةٌ - فِي نِهَايَةِ مَقَالَتِي اَلْمُوجَزَةِ لِلْمَرْأَةِ فِي يَوْمِهَا اَلْعَالَمِيِّ هَذَا اَلْعَامِ ، أَقُولُ إِنَّهُ رَغْمَ مَاتَحَقِّقْ مِنْ تَقَدُّمٍ فِي نَيْلِ اَلْمَرْأَةِ لِحُقُوقِهَا وَمُشَارَكَتِهَا فِي كَثِيرٍ مِنْ أَوْجُهِ اَلْحَيَاةِ إِلَّا أَنَّهَا مَازَالَ أَمَامَهَا اَلْكَثِيرَ لِتَنَالَهُ وَتَبْلُغَهُ عَالَمِيًّا وَإِقْلِيمِيًّا وَقُطْرِيًّا ، وَأَنَا كَاِمْرَأَةٍ أَقْدَمَ لَهَا كُلِّ اَلتَّقْدِيرِ وَالِاحْتِرَامِ وَالتَّهْنِئَةِ فِي يَوْمِهَا اَلْعَالَمِيِّ هَذَا اَلْعَامِ
اَلدُّكْتُورَةُ مِرْفَتْ إِبْرَاهِيمْ
اَلْبَاحِثَةِ وَالْكَاتِبَةِ وَالْمُتَخَصِّصَةِ فِي اَلِاسْتِدَامَةِ