المكٌون والأكوان
المقدمة
قد يبتليك الله ببلاء، فتجتمع عليك الأكوان لتشترك بالدمار والسحق،وقد تلتجأ أنت الى الله فتقف الأكوان جميعها بجانبك تشترك بالدفاع عنك ونجاتك من خطر البشر ومن خطر الاكوان.
فيونس عليه السلام عندما خالف التكليف الذي كلفه به الله وقفت الكائنات ضده رمى نفسه في البحر ليلتقمه الحوت سائراً في ظلمات الليل مع ظلمات البحر وظلمات فم الحوت مجتمعةً عليه الأكوان. لحظتها يلتجأ الى الذي لا اله الا هو منادياً في الظلمات لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين.
و يستجيب الحاضر الذي لا يغيب رب الأكوان وخالقها على الفور فيأمر الأكوان ان تحميه ليلفظه الحوت على شاطئ البحر أمام شجرة يقطين جاهزة لعلاجه من عصارات جوف الحوت. لو لم يتدخل المكّون لسحقته الاكوان ولا يستطيع أحد انقاذه مما وقع فيه.
وهذا موسى عليه السلام يرمى وليداً في النهر بصندوق تصنعه أمه ليس لها الا ان ترميه في اليم بين الأكوان. فاذا خفتي عليه فألقيه في اليم.الله يوحي اليها ان تلقيه لحمايته من خطر الاكوان واذا بالعناية الإلهية تأخذه الى يد عدوه، وألقيت عليك محبة مني، وكذلك محبة زوجة عدوه قائلة: لا تقتلوه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولدا،كل من رَآه احبه،عنايه المكّون تجعل الوليد في رعاية عدوه مخصصاً لامه راتباً لارضاعه، عناية المكّون تجعل الاكوان تحبه وترعاه وتنشئه في بيت عدوه
وهذا ابراهيم عليه السلام تحيطه عناية الله لتحميه الاكوان من الحرق ويخرج من النار يرتجف من البرد ولم تحرق النار الا وفاقه ويقول ابوه ازر نعم الرب ربك يا ابراهيم، حماك ربك من النار الحارقه وانا لم استطع حماية اصنامي منك
ثم هو نفسه ابراهيم يسكن ولده الوليد اسماعيل بوادٍ غير زرع واذا بالعناية الربانية تجلب اليهم القبائل بعد ان فجّر جبريل بئر زمزم و سيستمر يروي الحجيج الى يوم القيامه.تدخل المكّون ليحمي الوليد وأمه أمر الاكوان لحمايته ورعايته، ثم يأتي ابراهيم ليذبح ولده الكبير اسماعيل. هنا يتدخل الله المكّون ليفديه بذبح عظيم عندما علم المكّون صدق ابراهيم وصدق ولده اسماعيل، لأن ابراهيم يعادل أُمَّةً من الثقه والطاعه والإيمان بالله.
اذا اعتمدنا في حياتنا على الله سخر لنا الاكوان لخدمتنا ولا يستطيع كائن من كان ان يؤذينا مها كان ولا داعي للذل والخنوع، وأعلموا ان ضريبة الذل باهضه الثمن ، حيث تدوسه الاكوان وتجتمع عليه في نهاية المطاف.
عندما تركنا المكّون تكالبت علينا الاكوان، لا بد من الرجوع الى من ناداه يونس لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ،فاستجبنا له وكذلك استجاب المكون لنوح عليه السلام عندما نادى ربه، اني مغلوب فانتصر، ففَتْحنا ابواب السماء بماءٍ منهمر وفجّرنا الارض عيونا.
اذا اعتمدنا على المكّون كانت الكائنات جميعاً في خدمتنا بقوله للشيء كن فيكون.
الدكتور انيس مالك الراوي