تناحر الاخوة الاعداء والضحايا هم الابرياء
المقدمة
كلما اجهشت بالبكاء ومزق الحزن قلبي علي مايجري في السودان الحبيب اهل الحب والود والطيبة والسلام اتذكر ابيات لامرؤ القيس عن الحرب واهوالها وانها يشعلها السفهاء ولايقدر علي ايقافها العقلاء: قال بن عيينة عن خلف بن حوشب قال كانوا يستحبون ان يتمثلوا بهذه الابيات عند الفتن حيث قال امرؤ القيس ؛الحرب اول ماتكون فتية تسعي بزينتها لكل جهول حتي اذا اشتعلت وشب ضرامها ولت عجوزا غير ذات حليل شمطاء ينكر لونها وتغيرت مكروهة للشم والتقبيل وهكذا الفتن يشعلها الجهلاء والموتورين حتي اذا اكتووا بنارها وحاولوا وقفها عجزوا واسرعوا للهروب منها ونسوا ان الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها والفتنة اشد من القتل وان من قتل نفسا بغير نفس كأنما قتل الناس كلهم.
مايجري في السودان حرب لامعني لها ولا هدف احد زعمائها نعرف انه قابل نتنياهو من ٣ سنوات ولاندري لماذا او ماذا دار بينهما ومن رتب اللقاء ، وقائد وزعيم الجزء الاخر لاندري من يسانده ويدعمه ويمده بالسلاح والذخيرة ومن يموله ، انها حرب الهرج والمرج والفوضي التي لا معني لها ولا هدف او غاية ، والضحية هم الابرياء من الشعب السوداني الطيب الذي عاني ضنك العيش وضيق الحياة والتضخم والفقر والمجاعات .
السودان جنة الا في ارضه
السودان ارض الثروات والجنات والماء العذب الوفير فيها ما لايقل عن ٢٠٠ مليون فدان ارض خصبة صالحة للزراعة ولايوجد من يزرعها وقيل عنها سابقا انها سلة غذاء العرب ، ومع ذلك لايعطيها العرب اي اهتمام ، وفيها تنوع نباتي ومناخي من ارض صحراء ومراعي وسافانا وغابات وقيل لي ان اشجار المانجو يسقط ثمارها علي الطرق فتصبح صفراء ، وغابات الصمغ العربي الذي تتسابق عليه الاسواق ، وبالسودان ثروة حيوانية حوالي ٤٠ مليون راس بقر وغير ذلك الاغنام والجمال ، اما في باطن الارض ، فغير الاثار المدفونة يوجد النفط والغاز والذهب واليورانيوم والاحجار الكريمة والرصاص والرخام والمعادن ومناجم كثيرة للفحم والماس ، ومع ذلك فالسودان فقيرة تستدين وتطلب المعونة .
خسائر الحرب هم المدنيون الابرياء
آخر ماوصلني من نقابة اطباء السودان ان الضحايا المدنيين قاربوا ال ٤٠٠ والمصابون حوالي الفين وهذا ماتم الوصول له والعثور عليه ، أما الخساير من العسكريين فيقدر انها اضعاف ذلك ولايعلمها احد يضاف الي ذلك المشردون والذين فقدوا منازلهم والهائمين علي وجوههم في الشوارع ويحاصرهم القتال . وتبذل جهود جبارة لاخراج الاجانب واعضاء البعثات الديبلوماسية من مناطق القتال ، ورغم كل هذه الجهود فلم ينقذ حتي الان جميع الديبلوماسيين او الاجانب الاخرون، انها مأساة وتراجيديا حزينة ومؤسفة.
احذروا تقسيم السودان
هل تذكرون عندما كانت مصر والسودان يحكمها ملك واحد ثم انسلخت مصر وبقي السودان وحده ، ثم حدثت ثورة الجنوب وتم انفصال جنوب السودان ، ثم تقوم القلاقل في دارفو وكردفان وفي شرق السودان وكلها مهددة بالانفصال ، وكذلك النوبة فيها من ينادي بالانفصال ، ثم تأتي هذه المحنة لتزيد خطر التقسيم ، وكل يوم يزيد التدخل الاجنبي وتتداخل كثير من الاطراف والان يختلط الحابل بالنابل والمتقاتلون هدفهم السلطة والنفوذ والسطو علي الثروات ونسوا او تناسوا قضية سد النهضة وقضية احتلال فلسطين وبيت المقدس، واصبح كل هدفهم الاقتتال والقتل وتقديم التنازلات للاجنبي ، حيث يقف خلف كل فئة اصحاب المطامع والمؤامرات ، ونقف نحن احباب السودان حائرون نلطم الخدود ونشق الجيوب حزنا علي مصير السودان وتدعوا الله ان ينقذ السودان وانا ايضا ادعوا الله العلي القدير ان ينقذ السودان.
وارجوكم ان تدعوا معي انا العاشقة للسودان وحبيبة كل اهل السودان المخلصة الدكتورة مرفت ابراهيم الكاتبة والباحثة والمتخصصة في الاستدامة والحزينة من كل قلبي علي مايجري في السودان.