ابناء القلب الذرية الطيبة
المقدمة
"المال والْبَنُون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير املا"المال هو ما تحصل عليه في حياتك الدنيا، والْبَنُون هم الذين يخرجون من صلبك ورحم زوجتك ،فقد يكونا عليك وبالاً ويدخلانك النار (اعلموا انما اموالكم وأولادكم فتنه)،اما الباقيات الصالحات (ابناء وبنات القلب) فسيكونون دائماً عوناً لك في الدنيا والاخره،
فالأعمال الصالحه مهما كان نوعها ترفع الكلام الطيب الى الله(اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)، فهي كائنات حيه حسب وصف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مؤلفةٌ من ظاهر وباطن او من غلاف وسر،
الظاهر هو صورة العمل والسر هو الروح الذي تسكنه، وعملية المزج بين الروح والعمل محلها القلب، فكل عمل يخرج من قلب مؤمن فهو عمل حي تسكنه روح طيبة وكل عمل يتم وراء القلب فهو ميت لا روح فيه.
ان الاعمال الحيه بأرواحها الطيبه تلزم صاحبها في حياته وفي مماته وحتى يلقى الله تعالى،رأى الرسول صلى الله عليه وسلم مناماً طويلاً، رأى رجلاً احتوشته الشياطين فجاء ذكره لله فطرد عنه الشيطان، ورأى رجلا يلهث عطشاً كلما دَنا من حوض منع وطرد فجاء صيام شهر رمضان فسقاه وأرواه ..
كلام الرسول صَلى الله عليه وسلم صريح بان للأعمال الصالحة الحية القدرة على التصرف بما أودع الله فيها من اسرار الروح فهي مرتبطة بالله مباشرة وتحت رعايته وعنايته ويقول صلى الله عليه وسلم في احوال من يوضع في قبره : " فان كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه وكان الصيام عن يمينه وكانت الزكاة عن شماله وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلاة والمعروف والاحسان الى الناس عند رجليه . وهذه الاعمال الصالحه تمنع ملائكة العذاب من الوصول اليك.
فليعلم الداعية قيمة القلب ، فبهذا القلب يستطيع الانسان ان يصنع جنود نصره ، وليختر لنفسه ايزهد في هؤلاء الجند المباركين ام يفتح آفاق القلب ليستخرج منه هذا الخلق الكثيف من جند الله .ورُب قوم جلسوا يذكرون جهادك فتنبري هذه الذرية الخفية المباركة تبث العواطف في قلوب الناس وتثير خواطر الخير .
ان هؤلاء الجند المباركين تربطهم بك رابطة الجند بقائدهم خرجوا من سويداء قلبك فهم ابنائك الحقيقيين البررة وهم الذرية الطيبه التي أنجبها قلبك الى جانب الذرية التي أنجبها صلبك انهم اصدق وفاءً وأطول بقاءً وأقدر على العون . عليك بالاعمال الصالحة مهما كان نوعها فإنها رصيدك في القبر وعلى الصراط
الدكتور أنيس الراوي