مرض تجمد القلب
المقدمة
وكما يعيش جميعنا من تكاثر هذه الظاهرة أو بالأحرى مرض هذا العصر...تجمد القلب عن الأحباب و الأصدقاء بدعوى أن المرء كثير الانشغال و ليس لديه وقت لتفقد حال أحبابه.
تجمد القلب من تصغير أجر صلة الرحم و عدم الركد لنَيل هذا الخير، بدعوى أن لا أحد يسأل فلماذا ، أنا دائما من يتصل و يسأل.
تجمد القلب في معايشة :وفاة بعد وفاة و مرض بعد مرض و ابتلاءات تلوى الأخرى
و القلب متجمد و لا يستيقظ من غفلته و يتدارك ساعة النداء .
تجمد القلب عن تغاضي المظالم، في أمة سيدنا محمد ولا يهتز شيء بالمرء بدعوى أن الأمر ليس بيدي و يكفيني مشاكلي و همي .و أمة المليون لو اجتمعت على قلب امرء واحد لما بقيت في قبضة الظلام.
تجمد القلب من من كثرة ما يسمع و يشاهد من كوارث و حوادث و حروب و خراب و ألِف هذه الصور و لم تعد تحرك مشاعر هذا القلب، بل أصبح يبحث عن بديل للفرح و السعادة المؤقتة بالحفلات و العزومات و السفريات و المشتريات .
تجمد القلب و أصبحت البيوت فارغة وهي مملوءة، فارغة من الضيوف و إكرامهم و المشاركة في الصلوات و الذكر و المجالس الأسرية .
تجمد القلب من عدم الإهتمام بأننا نعيش غربة الدين و ظواهر غير بشرية، مع احترام كلمة حيوانية لأننا وصلنا إلى أن الحيونات تتبِع فطرتها التي فطرها الله عليها. في كل شيء عكس البشرية تخطت الخطوط الحمراء و أصبحت تعيش زمن الإفلات.
و إن كل مسلم لم ينتبه لِما خُلق له و أنه جاء العالم لعبادة رب واحد أحد و أن ذريته التي يتركها بعده هي إرثه و أمانة الله لديه سيحاسب عنها. وأنها حاملة مشعل هذا الدين من بعده فكيف سيكون حال أجيال بعدنا ؟؟ أم أن القلب قد تجمد و اعتاد على عدم الإهتمام .
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ ۞ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ الحديد: 16
كلمات الأستاذة خديجة مزوار