بيان حَول واقِعَة حَرْق المُصْحَفِ الشّريف بمدينة ستوكهولم يوم عيد الأضحى الأربعاء 10 ذي الحجة لعام 1444 هجرية الموافق 28 يونيو 2023 م.
المقدمة
يَعْتبر المَجلس السّويدي للشّؤون الدّينية أن حرق وتدنيس المُصحف الشّريف عمَلا يعْكس مواقف مُتعصّبة وعُنصريّة غريبة شكلا ومضْمونا، وهي جريمة وعُنصرية بغيضة تترفع عنها كل الحضارات الإنْسانّية، ومُحاولات لإثارة الفُرقة والتّعصّب بين مُختلف الشّرائع السّماوية والطّوائف. وهي وقود لنيران الإرهاب الذي يُعاني منه كثير من المُجتمعات، ويؤجّجُ مشاعر الكراهيّة ويُهدد الآمال التي يبعثها حِوار الأديان والحضارات، وهي تصرّفات وأفعال عدائية تعبّر عن تطرف وعُنصرية بغيضة تُجاه رسالة الإسلام والمُسلمين.
وإن مثل هذه الأفعال المُشينة المُتكرّرة تُسبّب المزيد من الإحْتقان والإضطرابات، وهو استفزازًا لمشاعر مُسلمي السويد خاصة ومشاعر العالم الإسلامي والعربي، خاصّة ونَحن في يوم عيد النحر الذي يصادف 10 ذي الحجة لعام 1444 هجرية الموافق ليوم الأربعاء 28 يونيو 2023 م. وإن هذا العمل العدائي غير المسؤول الجديد يضرب عرض الحائط مشاعر أكثر من مليار مسلم في هذه الفترة المقدسة التي تتزامن وموسم الحج وعيد الأضحى المبارك.
وفي هذا الصّدد نَسْتنكر مِثل هذه التّصرّفات الغير مُبرّرة من طرف الجماعات المُعادية للإسلام والمسلمين. وإننا إذ نَرفض هذه المُمارسات والأفعال العُنصرية التي تُخالف كافة الشّرائع السّماويّة والأعراف والمَواثيق الدّولية من ضرورة احترام مُعتقدات الآخرين وعدم الإعتداء على مُقدساتهم ومشاعرهم الدينة، كما نرفض ازدواجية المعايير في التّعامل مع الفِئات المُختلفة عندما يتعلّق الأمر بالمُسلمين ومُقدّساتهم.
ومن مَوقِعنا في المَجلس السّويدي للشّؤون الدّينية نطالب بمايلي:
• ضرورة التّعامل مع الواقعة المُؤلمة وخاصة في هذا اليوم عيد الحر والتضحية، بهُدوء ورباطة الجأش، وعدم الإنسياق وراء خُطة الآخرين التي قد تُسبب في توترات نحن في غنى عنها.
• أن تتخد الحُكومة السّويدية المزيد من الإجراءات والتّدابير لحِماية حُقوق ومُعتقدات المُسلمين ولا نقبل إطلاقا جَرح شُعور المُسلمين، في دينهم وكتابهم المُقدّس.
• نشدد على السلك الدبلوماسي الإسلامي والعربي، لدى مملكة السويد، ضرورة التحرك الفوري لدى السلطات السويدية لمنع هذه التصرفات التي تدل على الحقد والكراهية والتطرف.
• حرق المُصحف الشّريف يُضْعف ثقة المُسْلمين والمُؤسسات الإسلامية بالدّولة السّويدية وقُدْرتها على تأمين الحِماية لهم، مما يدفع الشّباب المُسلم بعيداً عن الدّولة ومُؤسساتها ويُصبح لقمة سائغة بيد أي طرف ثالث.
• مُطالبة منظمة التعاون الإسلامي، مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، رابطة العالم الإسلامي ومُؤسسة الأزهر الشّريف والهيئات الإسلامية العالمية جميعا، بالعمل بكل مسْؤولية باتخاذ الوسائل القانونية والقنوات الدّبلوماسية لمنع تكرار مثل هذه المُماراسات التي تُؤجّج مشاعر المُسْلمين في بقاع العالم .
• مُطالبة كل عُقلاء العَالم من أصْحاب الفِكر بأن يقفوا بالمِرصاد لكل من يعمل على توسعة الهُوّة ويقطع لغة الحوار بين الأديان، بما يسْتجلب رِدّة فعل غير محسوبة وأعمال غير مسؤولة.
• ندعو المُؤسّسات الإسْلامية والإتحادات الدّينية إلى تنظيم مزيد من الفعاليات التي تُظهر أن الإسلام دين التّسامح والرّحمة والعَيش المُشترك والحِوار بين أتباع الأديان السّماوية.
المجلس السويدي للشّؤون الدينية
استوكهولم في 10 ذي الحجة 1444 هجرية/ 28 يونيو/ حزيران 2023 ميلادية
المشرف العام