مرحباً بالعام الهجري الجديد 1445
المقدمة
﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ سورة الحج الآية 32
أيام قلائل ونُودع عاماً هجرياً مضى بأفراحه وأتراحه وآلامه وآماله، مضى وانقضى بما فيه، وطُويت أيامه وصحائفه بما استودع فيه من الأعمال سواء كانت أعمالا صالحة أو الأخرى، وبما فيه من أحداث ومجريات، فعندما نطوي صفحات هذا العام نتذكر أحداثه وما تمخض في صفحاته، فقد كانت فيه من الأحداث الدينية والاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية وغيرها. لقد شهدنا عام مليء بالأحداث المؤلمة، فكم من دماء شباب مسلم سالت على أرض السويد بسبب العصابات والمخدرات، وأنّ غالبية شبكات العصابات التي تتقاتل على أسواق المخدرات تضم أطفالاً وشباناً من أصول مسلمة، و كم اسرة مسلمة مكلومة فقدت أطفالها و كم من فتن دبّرت في هذا العام الذي حان رحيله في هذه الأيام.
عام هجري تكررت فيه ظاهرة إهانة المُقدسات الإسلامية بصُور مُختلفة، وكلها تتمحور حول الإساءة لمشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، كإحراق المصحف والرسوم المسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام.
وإننا في المجلس السويدي للشؤون الدينية نعتبر هذه التصرفات المُسْتفزة المحمية لدى الحكومة السويدية تسيء إلى السلم والتعايش وتدفع نحو الغلو والتطرف، مما يجعل الجميع في حالة من الاضطراب، والصراع وانعدام الأمن والأمان.
إنه من الصعب علينا، كمواطنين سويديين، أن نفهم الجرأة الفاضحة والصّارخة كيف باتت حرية التعبير محصورة في حرق القرآن الكريم، والتطاول على الإسلام، وعلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).اليو م أصبح في السويد الجرأة الشديدة بالمساس بمقدسات المسلمين، أمام عدسات وسائل الإعلام الوطنية والدولية.
ويطل علينا العام الهجري الجديد 1445 ليدعونا الى حمل الراية التي تسمو بنا للثبات على المبادئ والإعتزاز بالقيم، والمقدسات التي من أجلها هاجر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليمهد لنا طريق المجد ويُعـبّـد لنا مسالك العزة. ولن نكون جديرين بأن نحتفل بذكرى الهجرة إلا حين نرتفع بأرواحنا، و نرتفع بأخلاقنا، و نرتفع بأعمالنا وقيمنا إلى المستوى الشامخ الرفيع، مستوى الهجرة النبوية الشريفة ، والذي دعا فيه نبي الرحمة الناس إلى الطُهْر والعفاف والخلق الحسن الكريم والإستقامة و الثبات و حسن الجوار و صلة الأرحام ، و الكف عن المظالم و البعد عما حرم الله.
والهجرة في حد ذاتها حررت الإنسانية من الخوف والظلم، فبينما كان العالم يموج في ظلمات بعضها فوق بعض ويغرق في طوفان من الأطماع والأحقاد بحيث كانت الحقوق مهدورة والحريات مقيدة وكان سماع الحق لا يعلو ولم تكن له أنفاس يستطيع ان يتنفس بها بحريته الكاملة الى ان بزغ فجر الإسلام بزوغاً شق نوره أرجاء السماء وطافت ينابيعه بحور المجتمعات.. فكان لظهوره زخم تناقلته الألسنة وحملته أعناق المسلمين.
ومن هنا ندْعوا الأُسَر المُسلمة للمُحافظة على ثوابت الدّين الحنيف وتعْظيم المُناسبات الدينية والمناشط التي تتصل بالعقيدة السمحاء فكل ذلك موصل الى رضا المولى عز وجل لاسيما وأن الاعوام الهجرية مليئة بالكنوز التي يتوجب على المسلم أن يغترف وينهل من رحيقها ويشبع النفس من عبقها ويملأ الوجدان من فيض وجدانها. فحرياً بنا أن نشبع النفس ونغذي الوجدان بما يزكيها في يومٍ لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم.
وفي الختام نذكر بقوله تعالى {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} سورة الصف الآية 8
( اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَان ِ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ)
المجلس السويدي للشؤون الدينية