ظاهرة اتباع الجنائزللنساء
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله، نبي هذه الأمة و خاتم الأنبياء،سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام.
لقد انتشرت ظاهرة جديدة في السويد و هي دخيلة على دين الاسلام و معتقدات المسلمين. ألا وهي اتباع النساء للجنائز، و ما يتخللها من تصوير و محادثات على المباشر و اختلاط بين الرجال و النساء خاصة و إن كان المتوفي طفل أو شاب و له معارف من غير المسلمين ممن يشارك الجنازة من نساء المدارس أو العمل بلباس غير شرعي في المقبرة. و هذا المكان له حرمته و وقاره. إنها مقبرة المسلمين و هناك دفنوا و لم يتبقى لهم من الدنيا سوى الدعاء لهم.
و كثيرا ما يتوافد النساء على القبر الذي دُفن فيه الميت حديثا و يسود جو من اللغو و الصراخ أو البكاء و التقاط الصور ،،،عوض الوقوف بمهابة أمام هذا المقام الرهيب و تذكير الميت و تثبيته لما هو عليه من مصاب جلل.
عن عثمان بن عفان قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: "استغفروا لأخيكم وسلوا له بالتثبيت؛ فإنه الآن يسأل" [حسن] [رواه أبو داود]، سؤال الملكين للميت :من ربك؟و مادينك ؟و من نبيك؟. نسأل الله الثبات لنا و للمسلمين .
فاتباع المرأة للجنازة مكروه في قول كثير من أهل العلم أو أكثرهم، وقيل بجوازه، وقيل بتحريمه، والراجح عند المسلمين أنه مكروه، وذلك بالفتوى و هذه ظاهرة مكروهة في الإسلام مع أن من العلماء من أجاز اتباع المرأة للجنازة إن كانت من الأقارب كالوالدين أو الأبناء، مع شروط يجب اتباعها و هي المشي بسكينة و هدوء مع الابتعاد عن مسيرة الجنازة حيث لا تثير الانتباه لغير محارمها . ولا ننسى التذكير أن تحريم مرافقة المرأة للجنازة كان رحمة و رأفة بمشاعرها مما يعرف عن المرأة
أنها مخلوق حساس و ذات مشاعرجياشة و حزن مفرط لمنظر دفن من أهلها أو أقاربها . و لهذا رُفع عنها هذا التكليف و رُخِّص فقط لمن لها قرابة قوية مع الجنازة.
إلا أننا مؤخرا لاحظنا عكس ذلك و انتشرت هذه الظاهرة بين مواقع التواصل
و تسائل عنها الكثير ؟ و لهذا أُذكِّر نفسي و أخواتي معشر نساء المسلمين أن نتحرى الحلال ولا نخلط بين الأشياء و لا نقتدي بغير المسلمين و لو كنا نقيم في بلدهم و حيث تقام مراسم دفنهم في الكنائس أو غيرها بشكل مختلط .
و قد تشابهت الأمور لدينا بإقامة عزاء و أكل و فخامة في القاعات ظنا منا أن ذلك إكرام للميت بل بالعكس ذلك يعد من الإسراف لو تصدق بذلك للمحتاجين أو بناء مساجد أو مدارس قرآنية أو حفر آبار كان أفضل. و قد يقوم جيران الميت بهذه المهمة و يقيمون هم عزاء بسيط يجتمع فيه الأهل و الأقارب و لهم الأجر إن شاء الله.
يجب أن نحافظ على ديننا و سنة نبينا عليه الصلاة والسلام و نتبع ما أمرنا الله به و نكون قدوة لبناتنا و لنساء المسلمين في هذا البلد، و لا نترك هذه الظاهرة إرثا محدثا للأجيال القادمة و يتخذها بناتنا نمطا مضلا لهيبة جنائز المسلمين. لنترك أمانة مشعل هذا الدين لهم بما أمرنا الله و رسوله الكريم و الله المستعان.
الأستاذة خديجة مزوار