حتى يتبين لكم الخيط الأبيض
المقدمة
{ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَٱلْـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبْتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ ٱلْأَبْيَضُ مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلْأَسْوَدِ مِنَ ٱلْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَٰكِفُونَ فِى ٱلْمَسَٰجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }[البقرة: 187]جاءت هذه الآية لتكون مسك الختام في آيات أحكام الصيام التي سبقتها وبينت فرضيته وفضل شهر رمضان الذي اختصه الله سبحانه وتعالى من بين سائر أشهر السنة ليكون شهر نزول القرآن وفرض الصيام ورفع سبحانه الحرج عن المريض والمسافر فأباح لهم الفطر والقضاء في حال السعة والراحة ، فيسرت أيما يسر وأبهجت النفوس لنتذوق فيها لطف الله ونستشعر فيها لوناً من ألوان رحمته الموجبة لشكره وتكبيره وحسن عبادته واغتنام فضل هذه الأيام المعدودات ونتيقن بأنه قريب لطيف خبير حكيم في شرعه ولم يفرض الصوم إلا لرفع الدرجات لا ليحرم الإنسان من ملذاته ومتعته وحقه في الطعام والشراب ومباشرة الزوجات فكانت شفاءً لمن ظن أن وقت الصيام ممتد حتى الليل فحددت وقت الصوم نهاراً وبينت بدايته من طلوع الفجر وبياضه وانتهائه بغروب الشمس وبداية سواد الليل وهو معنى قوله تعالى : فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود .
الدكتورة. ميادة عكاوي