المؤتمر العلمي الدولي جامعة السّلطان أحمد شاه الإسلامية ببهاج/ماليزيا ورابطة الجامعات الإسلامية تحث عنوان: الفترة: 5 - 7 مايو 2024
المقدمة
الحَمد لله ربّ العالمين والصلاة والسّلام على سيد المُرسلين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد،
في البداية أقول مَنْ لا يشْكر النّاس لا يشْكر الله، وفي هذا السّياق يكون لِزاما عليّ أن أتقدم بخالص الشّكر والتّقدير والعِرفان إلى الهيئة المُنظمة لهذا المؤتمر في دولة ماليزيا بمدينة كوانطن، بشموخها وصمودها. فتحياتي وسلامي إلى رئاسة الجامعة في شخصها (مستشار جامعة باهانج سلطان أحمد شاه الإسلامية) صاحب السمو الملكي تنغكو ماهكوتا باهانج، تنغكو حسن إبراهيم علم شاه. و (رئيس جامعة باهانج سُلطان أحمد شاه الإسلامية) البروفيسور الداتوء الحاج محمد زواوي بن زين العابدين، وإلى جميع أعضاء الإدارة والمنتسبين إليها ,و إلى معالي الأستاذ الدكتور سامي الشريف الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية معالي الأستاذ الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر الشريف، والدكتور وليد عبد المنعم شتا عن رابطة الجامعات الإسلامية بجمهورة مصر العربية والدكتور محمد أحمد الشرباني عن جامعة السلطان أحمد شاه الإسلامية. وإلى جميع الفضلاء من أهل العلم والمعرفة المُشاركين في هذا المؤتمر.
بناء على المُشاركتنا في هذا المؤتمر بماليزيا ببهاج تحث عنوان: التّعليم المُعاصر أساس التّنمية المستدامة في العالم الإسلامي، في الفترة 5 ـــ 7 مايو 2024، ارتأينا أن نُشارك في هذا المُؤتمر بموضوع الإرتقاء بالتّعليم الجامعي والبحث العلمي والإبتكار في المنظُومة التعليمية.
يحظى التّعليم الجامعي بالإهتمام المُتجدد بمُعظم الدول الإسلامية وغيرها بجميع صوره بداية لكونه يستجيب مع التطورات التي تشهدها المُجتمعات الإسلامية. لذا يشهد التعليم العالي بصفة خاصة العديد من التحولات المُتسارعة مما يدل الإنتقال إلى مرحلة جديدة من الإرتقاء العلمي والإداري، وهذا يتطلب نظرة تطويرية مُختلفة إلى شكل وأسلوب عملية التعليم والتّعلم، كما أن مهمات الجامعات تختلف باختلاف تراكيبها ونشأتها وأهدافها. ونرى ان الجامعات المُختلفة حول العالم لها مُهمات مُختلفة وبالتالي لها نظم تشغيلية مُختلفة تتمتع بميزات فردية وجماعية، وتعمل جادة على إيجاد مناهج وبرامج تعليمية تُسهم في دفع عجلة النهوض بالمؤسسات العلمية الكبرى ومُتطلبات أسواق العمل. ولا ننسى أن سوق العمل في الدول المُتقدمة لها شراكات واتفاقيات إدارية مع الجامعات في اختيار البرامج الأكاديمية وعدد طلبتها وتبرير وجودها.
التّحديات والعوائق
ولاشك أن التّعليم العالي يُواجهه تحديات مُستمرة لعل من أكثرها عُمقاً وحساسية، عدم وجود معايير دقيقة للقبول، كما أن الجامعات بحاجة إلى سياسات واضحة لأساليب التّوجيه العلمي والإرشاد الأكاديمي التي تُساعد الطالب على تجاوز العقبات التعليمية والإجتماعية التي قد تواجهه أثناء الدراسة الجامعية وإعداد البحوث، والتعامل مع الأساتذة في الحرم الجامعي. ونجد أن البحث العلمي، يتناقص بشكل مُستمر، حيث نجد انخفاض الإنتاج العلمي مقارنة بالدول المتقدمة، ولعل السبب يعود إلى تقليص تمويل الجامعات، والأموال المُخصصة للتعليم، والدعم المعنوي وهجرة الكفاءات ألى دول الغرب. بالإضافة إلى تحدي العولمة التربوية، تزداد التّحديات في ظل المُحاولات الغربية للنيل من الهوية الإسلامية والعربية، حيث تذهب إلى تذويب الخُصوصيات الثقافية، وحتى التربوية، وصولاً لتحدي التربية والتعليم بسبب التّخلي عن السّياسة الواعدة وتعويضها بسياسات يحكمها الهاجس الأمني تارة، والهاجس المالي تارة أخرى.
وفي هذا الإطار ومن أجل الإرتقاء بالؤسسات الجامعية للتعيم العالي، القيام بتحديث الهياكل التنظيمية للمناهج التربوية، وذلك للحدّ من مُشكلة العولمة في ضوء المُستجدات البيئية المُعاصرة، والحكامة في اختيار المُدرسين والكوادر التعليمية المؤهلة والخبيرة، ليتسنى لأصحاب القرار السياسي والتعليمي من ضع أسس نظام تعليمٍ عالٍ يقوم على توفير تكوينات أساسية وتكوينات مهنية، من أجل جعل الجامعة تنهض بالبحث العلمي وتكوين النخب في آن واحد، ونتطلع إلى تحيين وصياغة نموذج أصيل للتنمية وأهمية الإستثمارفي التعليم العالي والبحث العلمي للدول الإسلامية لتحقيق نمو مُستدام وخلق فرص للتوظيف، وإنشاء آلية لتتبع قابلية الخريجين للعمل، وتعميم المهارات القابلة للتحويل في البرامج الأكاديمية وتشجيع البحث العلمي على أساس المعايير الدّولية والأولويات المطلوبة، وتعزيز الحكامة على المستوى المركزي ومُستوى الجامعات، مما يدعم الأبعاد الرئيسية للإرتقاء بالقطاع التعليمي والتكويني وتدريب الأجيال القادمة من الباحثين والمهنيين القادرين على مواجهة تحديات التنمية وتقديم الحلول للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
التّميز الجامعي الأصيل له أربع مرتكزات
- صناعة الإنسان
- الحكامة التنموية والتربوية
- الإستحقاقاقات في البحث العلمي
- انتاج المعرفة والعلوم والحياة والمدنية للمجتمع
- صناعة الانسان وليس مجرد تعليم الطّلاب مواد علمية وأدبية...
- طلبة يتمتعون بكفاءات ومهارات منها التفكير النقدي، والإبتكار ويتميزون بالتحليل والقُدرة على التكيف في مُجتمع متنوع الثقافات
- المُحفاظة على المعرفة والثقافة المُجتمعية
- انتاج المعرفة وفتح اذهان الطّلاب
- ابراز دور المعرفة العلمية والقيم الدّينية
- السعي لتحقيق التفوق من خلال روح عالية من التعاون المثمر، وتشجع الطّلاب على تحمل المسؤلية والمُشاركة الجماعية واكتشاف قدراتهم وتطويرها، من اجل تكوين اشخاص لهم قدرات الإكتشاف والقيادة والتحدي والتخليق
- ثقافة اجتماعية مبنية على حب الأساتذة ومحبة الطّلبة
- مؤسسة وفضاء لرعاية الذكاء والأذكياء والموهوبين
توصيات
انطلاقاً من مسارات جودة التعليم العالي وأهميتهُ والسعي المتواصل للإجراءات الإدارية والتربيوية الناجعة نحو تطبيق معايير الحكامة في العملية التعليمية ومُسايرة كافة المعايير العالمية المُنظمة لذلك والعمل على تحسين وتطوير الأداء لمواجهة التّحديات والعوائق بما يضمن جودة العِلم والتّعلم وتحسين مخرجاتها. نقترح مالي:
- السياسات الراشدة المُستوعبة لدور التعليم وقيمته في بناء المُجتماعات الإسلامية
- تعزيز الكفاءة والفاعلية في التسيير الإداري للجامعات
- العمل على مُراجعة كافة التّشريعات لمنظومة التعليم والتربية
- مزيد من المُمارسات والتّجارب العلمية والعِملية
- تحسين البيئة الجامعية وتوفير كافة المُستلزمات الأساسية لغرض تشجيع الإنتاج العلمي بمجال البحث والإبتكار.
- معارض ذات طابع أكادمي في شتى المجالات بين مختلف المؤسسات العالمية.