ثقافة الشكر

المقدمة
بقلم: الذكتور محمد بشير حداد
إنَّ شكرَ من يُسدِي معروفًا وخيرًا للفرد، وللشعوب وللمؤسسات والجماعات، وللوطن، وللأمة، وللإنسانية، هو ثقافةٌ ينبغي أن نُشيعها في مجتمعاتنا، وأن نُربِّي عليها الأجيال، لتكون مكوِّنًا رئيسًا في سلوكياتنا الإيجابية في كل الظروف والأحوال.

ثقافة الشكر تعبّر عن احترام الشاكر لذاته أولًا، وعن تقديره وامتنانه ووفائه لمن قدَّم إحسانًا، -ولو كان هذاالإنجاز واجبًا- ولمن دبّر وخطَّط وأعطى وأعان وبذل وساند ووفَّى ومنح ووهب وجاد. إنها ثقافة تعكس النُّبل واللُّطف، على عكس ثقافة الجحود التي تقوم على النكران، والاستخفاف بالعطاء، والتقليل من شأن الإنجازات.
ثقافة الجحود تعكس غرورًا متجذرًا في قلوب الجاحدين، وكِبرًا وخُبث طوية، أو – على أقل تقدير – رذيلة الحسد، أو جمود المشاعر وانعدام الإحساس.
القرآن الكريم أثنى كثيرًا على الذين يعملون الصالحات، وأعلن أن الله يحب المحسنين، وجاءت التوجيهات النبوية لتعزز في المؤمنين ثقافة الشكر لكل من يحسن إليهم.
قال النبي ﷺ:"لا يشكر الله من لا يشكر الناس."(رواه أحمد وأبو داود)
وقال ﷺ:"من سأل بالله فأعطوه، ومن استعاذ بالله فأعيذوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه."(رواه أبو داود)
فشكرًا من قلوبنا لكل من أحسن إلينا، أفرادًا ومؤسسات وحكومات.
إن ثقافة الشكر تتيح للشاكر، عند وقوع خطأ أو تقصير من المحسن – فردًا كان أو مؤسسة أو جماعة – أن يُنبّه إلى الخطأ بلُطف، ويستجلي الحقائق، ويتعاون على التصويب.
شكرًا... شكرًا... شكرًا...
لكل من أحسن، وأعطى، وأعان، وبذل، وساهم في التغيير الإيجابي.
لنسهم جميعًا في القضاء على ثقافة الجحود، والانتقاص، واللامبالاة، ولننتزعها من حياتنا، خصوصًا تجاه من أحسن إلينا، ولو في أقل القليل... فكيف بمن أنجز الكثير والكثير والكثير؟