نبذة تاريخية

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِوَالْمَوْعِظَةِالْحَسَنَةِ﴾ [النحل: 125]، ويقول عزَّ من قائل: ﴿وَلْتَكُنْمِنْكُمْ أُمَّةٌيَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِوَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون﴾ [آل عمران: 104].

أما بعد، فاستجابةً إلى دعوة الله جلّ جلالُه ، قام أعضاء من مُؤسسة الإمام مالك بإنشاء أول مجلس ديني وذلك يوم  12 رجب 1424هجرية الموافق 9 سبتمبر/ أيلول 2003م بإنشاء أول مجلس في بداية الطريق يُعني بشؤون الدّعوة تحت مُسمى مجلس النّصيحة والإرشاد. واستمر على ذلك حتى تاريخ 24 ربيع الأول عام 1430هجرية الموافق 21 مارس/ أذار 2009 فتحول إلى مجلس الوعظ والإرشاد . وبتاريخ 16 ذوالحجة 1433هجرية المُوافق 12 نوفمبر/تشرين الأول 2011 أطلق عليه اسم مجلس الدُّعاة والمُرشدين والمُرشدات .

وبعد نحو ثمانية عشر سنوات من التأسيس والعمل الدّؤوب، وتحديدًا في الخميس 12 شوال 1438 هـجرية 6 يوليوز/ تموز 2017 ميلادية ، تم التّصديق بمحضر رسمي والتسجيل بمصلحة الضرائب باسم وحُلية جديدة : مجلس السّويدي للشّؤون الدّينية  تحت رقم 802509–9865 ، ليمْنح المجلس الشّخصية الإعتبارية والإستقلال المالي والإداري ، ويُعطيه المزيد من الصلاحيات والدعم ، بالإضافة إلى مساحة أوسع للعمل. 

 وإنها بادرة ستحق التّنويه والتّشجيع تُساهم مع المُؤسسات الدّينية الأصيلة داخل السويد وخارجه من أجل تأكيد للوحدة الإسلامية في جسد المجلس نفسه، وفي رُؤاه، وفي برامجه ومشروعاته ؛ لترسيخ  المبادئ والقيم المُثلى للعمل الدّيني الأصيل، والعمل المُشترك بين أهل الإختصاص في شتى المجالات و بمُشاركة الأئمة والدعاة المُخلصين في صَوغ الواقع المنشود؛ بما يُحكي صورة المجلس، ويعكس روح التعاون والمصير الواحد لدى المُسلمين المُقيمين بمملكة السويد وغير المُسلمين. 

فالمجلس يضطلع بدور مُهم على المُستوى الدّاخلي، فعَمل منذ تأسيسه الأول في العام 2003 على وضع البرامج والخطط لتطوير الأنشطة الدينية، بما يتفق و روح العصر، كما عُني بالمحافظة على القيم والتقاليد الإسلامية السّمحاء وترسيخها، وإبراز روح رسالة الإسلام العالمية . وبموازاة ذلك، حرص المجلس على تعزيز علاقاته مع المُؤسسات الفاعِلة في السّويد؛ ضمن إطار التعاون المُشترك في خدمة القضايا الدّينية والإنسانية بمايخدم الصالح العام .

وقد وضع المجلس – منذ نشأته – نصب عينيه خدمة الدِّين والقيم والأخلاق، والحفاظ على الهوية الدينية ، وصون الثوابت ، والدعوة إلى السلام والمحبّة والتعاون بين مُختلف الجمعيات والمراكز الإسلامية، والعمل على تشخيص أهم المُشكلات والقضايا التي يُعاني منها  الأفراد والعوائل،  والمُساعدة في وضع حلول ذات أثر إيجابي لها بحول الله وقُوته. 

وإننا إذ يغمرنا حِس رُوح المسؤولية عند استذكار محطات المجلس طوال المرحلة الماضية من عُمر المجلس، لنتطلع بصدق إلى المضي قدمًا إن شاء الله في هذا الطريق الصحيح ، وبذل المزيد في خدمة ديننا وقيمنا ، بما يحقق رضا الله سبحانه وتعالى، ويُلبي تطلعات المُسلمين المُقيمين على أرض مملكة السويد.